بعد عقود من الزمان فى قلب الاحداث تودع صحيفتان كبيرتان عالم الصحافة الورقية وتكتفيان بالنسخة الاليكترونية .. السفير اللبنانية اشهر الصحف فى لبنان وواحدة من اهم مصادر الاخبار العربية ..كانت دائما فى المقدمة رغم امكانياتها المحدودة مقارنة بغيرها التى وجدت تمويلا سهلا من دول وانظمة تتآمر على لبنان والعرب .
بعد مسيرة حافلة بالعطاء، استمرت نحو نصف قرن من الزمن، تودع صحيفة "السفير" اللبنانية جمهورها اللبناني والعربي في نهاية الشهر المقبل
على الرغم من أن قرار إقفال "السفير" لم يكن مفاجئا للعاملين فيها، خاصة أنه جاء بعد سلسلة إجراءات مهدت لاتخاذ هذه الخطوة، فإنه شكل صدمة لمتابعيها على امتداد العالم ليس عبر المطبوعة الورقية فحسب، حيث ستُطوى صفحة من أبرز صفحات الصحافة الورقية، بل عبر صفحات موقعها على الانترنت، الذي سيُحجب بدوره عن القراء،
وما إن شاع خبر توقف الصحيفة اللبنانية العريقة عن الصدور، حتى انطلقت التكهنات والاجتهادات والتحليلات حول الأسباب، التي دفعت بأحد أبرز أركان الصحافة المكتوبة، صاحبها طلال سلمان، إلى إقفال أبواب إمبراطوريته الإعلامية، التي دأب على بنائها خلال سبعة وأربعين عاما، وجعلها "صوت الذين لا صوت لهم".
الإعلامي عبد الرحيم شلحة، الذي عمل في "السفير" أكثر من عشرين عاما، يؤكد عدم الشعور بأي أزمة داخلية قبل السنوات الثلاث الأخيرة، حين تجلت الأزمة في الشق المادي.
ورغم كل محاولات تجاوز الأزمة، عبر إطلاق أكثر من نداء لتحويلها إلى مؤسسة لإبعاد شبح التوقف عنها، فإن يد العون كانت دون المستوى.
ويرى شلحة ألا مصلحة للنظام العربي المتهاوي بدعم صحيفة لا تزال ملتزمة بخياراتها، التي تواجه ظلمه وعفنه؛ ولا حتى للنظام اللبناني المتلهي بالفساد والسرقة، بحيث باتت النفايات الخبر الأول في الصحافة اللبنانية.
ويقول الإعلامي اللبناني إن تراجع "السفير" استمر بداية مع تقليص عدد صفحاتها، ثم مع تخلي الإدارة عن مجموعة من عامليها للتخفيف من الأزمة. غير أن هذه الإجراءات لم تكفِ للاستمرار، فكان قرار تجرع مرارة الإقفال، أو كما سماه صاحب "السفير" طلال سلمان - مقتلة الصحافة في وطن الأرز.
ويرى شلحة أن حالة التراجع القومي، وتحول القومي والوطني إلى مذهبي وطائفي، وتراجع دور النقابات، وانكفاء الأحزاب، وزيادة حدة الانقسامات العربية، وتحويل قسم مهم من الإعلام إلى التحميد للأمراء والسلاطين، وشراء ذمم كبار الإعلاميين. يضاف إلى ذلك: ثورة التكنولوجيا والانترنت والمواقع الإلكترونية، وتراجع حجم الإعلان، وتوقيف الدعم المادي.. كل هذه الظروف وضعت الصحافة المكتوبة أمام أزمة تراجع تدريجي، ما سيؤدي بها إلى نفس المصير، الذي لاقاه "صوت الذين لا صوت لهم"
ولا شك في أن أجيالا عدة ستفتقد "السفير" مع فنجان القهوة في شارع الحمرا ، لكن سقوط صرح "السفير" من الإعلام اللبناني ما هو بداية لانهيار الإعلام الورقي بشكل عام، ولا سيما أن المعلومات المتداولة تفيد بأن صحيفة "النهار" اللبنانية العريقة تسير على نفس الطريق، بعد أن طالت الأزمة المالية كل العاملين فيها، حتى أن الحديث بات حول اختيار التوقيت والأسلوب المناسبين لإعلان التوقف عن الطبعة الورقية .
وتوقفت المطابع وجف الحبر".. هكذا تحدث آخر افتتاحية لصحيفة ذي إندبندنت البريطانية في العدد الورقي الأخير الصادر السبت قبل تحولها إلى الصحافة الرقمية بشكل كامل.
ونشر صحفيون من "ذي إندبندنت" التي تأسست قبل نحو 30 عاما، صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر العاملين يقرعون على الطاولات، وهو تقليد يستخدم لتوجيه التحية عند رحيل أحد الزملاء.
وفي افتتاحيتها الأخيرة، أكدت الصحيفة أننا سنتذكر هذا "التحول الجريء" نحو الصحافة الرقمية بشكل كامل "كنموذج تحتذي به صحف أخرى في العالم".
وأضافت أن "اليوم توقفت المطابع، وجف الحبر، وقريبا لن يصدر الورق حفيفا".
وتابعت "لكن مع إغلاق فصل، يفتح آخر، وستواصل روحية ذي اندبندنت الازدهار".
وصحيفة "ذي اندبندنت" التي تأسست في تشرين أكتوبر العام 1986، هي الأقل توزيعا في المملكة المتحدة، خلف صحف عدة مثل "صن" أو "ديلي ميل"، و"تايمز" و"ذا جارديان" أو "ديلي تلجراف".
وفي أوجها في العام 1989، بلغت مبيعات الصحيفة التي تمثل اليسار الوسطي واشتهرت بإيلاء أهمية للصورة، أكثر من 420 ألف نسخة في اليوم، في حين لم تعد قادرة على بيع أكثر من 40 ألف نسخة اليوم.
بعد مسيرة حافلة بالعطاء، استمرت نحو نصف قرن من الزمن، تودع صحيفة "السفير" اللبنانية جمهورها اللبناني والعربي في نهاية الشهر المقبل
على الرغم من أن قرار إقفال "السفير" لم يكن مفاجئا للعاملين فيها، خاصة أنه جاء بعد سلسلة إجراءات مهدت لاتخاذ هذه الخطوة، فإنه شكل صدمة لمتابعيها على امتداد العالم ليس عبر المطبوعة الورقية فحسب، حيث ستُطوى صفحة من أبرز صفحات الصحافة الورقية، بل عبر صفحات موقعها على الانترنت، الذي سيُحجب بدوره عن القراء،
وما إن شاع خبر توقف الصحيفة اللبنانية العريقة عن الصدور، حتى انطلقت التكهنات والاجتهادات والتحليلات حول الأسباب، التي دفعت بأحد أبرز أركان الصحافة المكتوبة، صاحبها طلال سلمان، إلى إقفال أبواب إمبراطوريته الإعلامية، التي دأب على بنائها خلال سبعة وأربعين عاما، وجعلها "صوت الذين لا صوت لهم".
الإعلامي عبد الرحيم شلحة، الذي عمل في "السفير" أكثر من عشرين عاما، يؤكد عدم الشعور بأي أزمة داخلية قبل السنوات الثلاث الأخيرة، حين تجلت الأزمة في الشق المادي.
ورغم كل محاولات تجاوز الأزمة، عبر إطلاق أكثر من نداء لتحويلها إلى مؤسسة لإبعاد شبح التوقف عنها، فإن يد العون كانت دون المستوى.
ويرى شلحة ألا مصلحة للنظام العربي المتهاوي بدعم صحيفة لا تزال ملتزمة بخياراتها، التي تواجه ظلمه وعفنه؛ ولا حتى للنظام اللبناني المتلهي بالفساد والسرقة، بحيث باتت النفايات الخبر الأول في الصحافة اللبنانية.
ويقول الإعلامي اللبناني إن تراجع "السفير" استمر بداية مع تقليص عدد صفحاتها، ثم مع تخلي الإدارة عن مجموعة من عامليها للتخفيف من الأزمة. غير أن هذه الإجراءات لم تكفِ للاستمرار، فكان قرار تجرع مرارة الإقفال، أو كما سماه صاحب "السفير" طلال سلمان - مقتلة الصحافة في وطن الأرز.
ويرى شلحة أن حالة التراجع القومي، وتحول القومي والوطني إلى مذهبي وطائفي، وتراجع دور النقابات، وانكفاء الأحزاب، وزيادة حدة الانقسامات العربية، وتحويل قسم مهم من الإعلام إلى التحميد للأمراء والسلاطين، وشراء ذمم كبار الإعلاميين. يضاف إلى ذلك: ثورة التكنولوجيا والانترنت والمواقع الإلكترونية، وتراجع حجم الإعلان، وتوقيف الدعم المادي.. كل هذه الظروف وضعت الصحافة المكتوبة أمام أزمة تراجع تدريجي، ما سيؤدي بها إلى نفس المصير، الذي لاقاه "صوت الذين لا صوت لهم"
ولا شك في أن أجيالا عدة ستفتقد "السفير" مع فنجان القهوة في شارع الحمرا ، لكن سقوط صرح "السفير" من الإعلام اللبناني ما هو بداية لانهيار الإعلام الورقي بشكل عام، ولا سيما أن المعلومات المتداولة تفيد بأن صحيفة "النهار" اللبنانية العريقة تسير على نفس الطريق، بعد أن طالت الأزمة المالية كل العاملين فيها، حتى أن الحديث بات حول اختيار التوقيت والأسلوب المناسبين لإعلان التوقف عن الطبعة الورقية .
وتوقفت المطابع وجف الحبر".. هكذا تحدث آخر افتتاحية لصحيفة ذي إندبندنت البريطانية في العدد الورقي الأخير الصادر السبت قبل تحولها إلى الصحافة الرقمية بشكل كامل.
ونشر صحفيون من "ذي إندبندنت" التي تأسست قبل نحو 30 عاما، صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر العاملين يقرعون على الطاولات، وهو تقليد يستخدم لتوجيه التحية عند رحيل أحد الزملاء.
وفي افتتاحيتها الأخيرة، أكدت الصحيفة أننا سنتذكر هذا "التحول الجريء" نحو الصحافة الرقمية بشكل كامل "كنموذج تحتذي به صحف أخرى في العالم".
وأضافت أن "اليوم توقفت المطابع، وجف الحبر، وقريبا لن يصدر الورق حفيفا".
وتابعت "لكن مع إغلاق فصل، يفتح آخر، وستواصل روحية ذي اندبندنت الازدهار".
وصحيفة "ذي اندبندنت" التي تأسست في تشرين أكتوبر العام 1986، هي الأقل توزيعا في المملكة المتحدة، خلف صحف عدة مثل "صن" أو "ديلي ميل"، و"تايمز" و"ذا جارديان" أو "ديلي تلجراف".
وفي أوجها في العام 1989، بلغت مبيعات الصحيفة التي تمثل اليسار الوسطي واشتهرت بإيلاء أهمية للصورة، أكثر من 420 ألف نسخة في اليوم، في حين لم تعد قادرة على بيع أكثر من 40 ألف نسخة اليوم.
0 هل عجبك الموضوع ..اكتب رأيك:
إرسال تعليق
مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate