انس فودة يكتب عن محنة الاعتقال و ذكريات العيش والملح

مر يوم كامل منذ خروجي قبل أن أستطيع أن أكتب لكم كلمة شكر أعرف مبدئيا أنها لن توفيكم حقكم ولن تعبر عما أكنه لكل واحد منكم من حب وإعزاز.. وقد حبسني عنكم مرض عارض كان قد ألمّ بي خلال الأيام الأخيرة وجعلني دائم الشعور بعدم التوازن إضافة إلى العدد الضخم من المكالمات التي لا تزال تردني من أحباء لطالما عرفت أنهم سيكونون لي ذخرا وسندا وقتما أحتاجهم ولو بدعوة صادقة، وما أجل الدعاء.
سامحوني لعدم ذكر أسماء، فكلكم صاحب فضل، والقائمة طويلة، تضم مصريين وعربا وأوربيين وأمريكيين، وصحفيين وغير صحفيين، ومسئولين ورفاق عمر وزملاء عمل، وآخرين ممن أسعدتني المحنة بمعرفتهم، وأصحاب اتجاهات تتنوع من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال.
5 أسابيع انقطعت فيها عن أخبار الدنيا وانقطعت الدنيا عن أخباري، ولكنني كنت أملك الوقت لأتذكر وجوها وأسماء كثيرة وأدعو لها بالخير وأنا ممتلئ ثقة أنهم في الخارج يدعون لي بالفرج، ويبذلون ما يستطيعون لإنهاء محنتي أو لمواساة أسرتي.
فضلكم بعد فضل الله سيظل يطوق عنقي، وصفحتي التي تزدان الآن بكلمات حب من رفاق ربما يختلف بعضهم معي فكريا هي دليل على أننا في مصر، وفي العالم العربي، سنجتاز محنتنا إن شاء الله بفضل أمثالكم ممن تجمعهم المحن ولا تنسيهم خلافات البشر التي لا مفر منها أواصر الدم والقربى والذكريات والعيش والملح.
أسأل الله أن يتقبل ما دعوت لكم به على مدار المحنة وبعدها، وأن يجعل أيامكم سعيدة وطاعتكم مقبولة وعيدكم القادم خيرا وبركة.