عن دار أوراق صدر كتاب «زوال دولة الإخوان» للكاتب الصحفي سعيد شعيب، والذي يتناول فيه ميلاد وسقوط دولة الإخوان. ويشير الى أن كل الأنظمة السياسية الإستبدادية أياً كانت خلفيتها، دينية، عقائدية، ايديولوجية، فكلها في الجوهر سواء. فاستبدادها هدفه القمع والإستبعاد والنفي والإستقصاء.. وصولاً الى السجن والقتل. بجملة واحدة: حرمان الإنسان من حقه في أن يكون إنساناً. وكل هذه الأنظمة زالت من التاريخ.
ويؤكد شعيب في مقدمة الكتاب أنه ليس صحيحًا أن الاستبداد خلفيته إسلامية سنية فقط، فهناك استبداد دموي مارسه ويمارسه نظام الملالي في إيران بخلفية إسلامية شيعية. وهناك حروب وعصف دموي تمت باسم المسيحية في أوروبا في العصور الوسطى. وديكتاتورية دموية حدثت في الأنظمة التي اعتنقت الشيوعية. واستبداد استند إلى العنصرية مثلما فعل هتلر والنظام العنصري في جنوب أفريقيا وغيرها. بل وهناك كما يقول شعيب عنف يمارس باسم العقائد التي نسميها «غير سماوية»، فعلى سبيل المثال المجاذر التي يرتكبها البوذيون والسيخ في أماكن مختلفة في العالم. وهناك استبداد تم ممارسته في منطقتنا وفي بلدنا بشعارات قومية، عبد الناصر وصدام وحافظ الأسد وابنه، القذافي.. إلخ. ولدينا أيضًا النموذج الأقرب وهو الصهيونية التي انطلقت من خلفية يهودية، وأسست لدولة إسرائيل الدينية بطلاء ديمقراطي، وأبادت وشردت الشعب الفلسطيني.
وينفي شعيب أن المعركة ليست ضد الإسلام، كدين معاذ الله، كما يحب أن يصورها الإخوان وحلفاؤهم. ولكنها ضد كل المتطرفين العقائديين والدينيين والأيديولوجيين في العالم. فهم يعتبرون أفكارهم أرقى وأهم من الإنسان ذاته. فهم المثل الأعلى للأيديولوجيا الصحيحة، وللتصور الوحيد الصحيح للعالم. وإذا كانت من خلفية دينية، فهم ممثلون لـ«الله» جل علاه، وبالتالي فهم يملكون الحقيقة المطلقة.
ويكون البشر هنا حسب تأكيد شعيب مجرد أداة لتحقيق هذه الأيديولوجيا، اليوتوبيا، الحلم الطوباوي. وتدريجياً تتجسد الأيديولوجيا في بشر، شيوخ، قادة سياسيين، ويتطابقون مع الأيديولوجيا وتتطابق معهم، ويصبحون هم المتحدثين باسمها واالوكلاء الوحيدين لها.وهنا لا قيمة للإنسان ولا لحريته ولا لحياته، فقد تم تزييفه وتشويهه.. ولابد من إعادة تصنيعه بناءً على مواصفات النموذج الأمثل الذي يريده أصحاب العقيدة أو الأيديولوجيا.
لكن لماذا هذا الكتاب عن الإخوان وحدهم الآن؟
يجيب شعيب: أولا لأنهم الآن يحكمون البلد، جاؤوا عبر انتخابات، حتى لو كانت هناك اتهامات بعدم نزاهتها، ولكنهم في النهاية جاؤوا بطريق ديمقراطي. فقد أصبح الرئيس إخوانيًا وكذلك مجلس الشعب المنحل، ومجلس الشورى ولجنة صياغة الدستور. أي وبجملة واحدة "أخذوا البلد بكل مؤسساتها. جيش، شرطة، قضاء.. إلخ.
هذا الاستيلاء التدريجي يجعلهم ومعهم أنصارهم من السلفيين يشكلون بأفكارهم وبرامجهم المعروفة، خطرًا حقيقيًا على الدولة المصرية، فهم يخططون وينفذون لبناء دولة دينية، ستكون في زمن الإخوان بطلاء ديمقراطي، مثلما يفعل نظام الملالي الإيراني. ومثلما أوضح في هذا الكتاب. ولكن إذا حدث وأصبح السلفيون هم الذين يحكمون، فالطلاء الديمقراطي الإخواني سيذهب أدراج الرياح، وننتقل إلى دولة دينية على الطراز الطالباني الذي حكم أفغانستان.
ولا يعتبر شعيب أن هذا حكماً مسبقاً عليهم لسببين، الأول أن أدبياتهم كلها منذ تأسيس الجماعة قبل أكثر من 80 عامًا، تؤكد ذلك، وهذا كلام منشور. وكذلك برنامجهم السياسي الذي طرحوه للرأي العام قبل الثورة. فكثير منه يؤكد بحسم نوع الدولة التي يحلمون ببنائها. وقد انتقدت هذه الأفكار قبل الثورة، وكما سيتضح من الكتاب.
ثانيًا كما يشير شعيب، ادائهم بعد الثورة يؤكد ذلك أيضًا، وكما توضح مقالات هذا الكتاب بجلاء ماذا يريدون ببلدنا. فهم مصممون على سبيل المثال أن يكونوا هم وحلفاؤهم أغلبية في لجنة صياغة الدستور، ومصممون على أن يكون أساس الدستور ديني، أي يميز بين المصريين على أساس ديني. فالدولة دينها الإسلام، والشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع، أي ستكون هذه هي المقصلة التي سيتم على أساسها ذبح قطاع من المصريين ممن لا يؤمنون بالمرجعية الإسلامية من الأديان الأخرى. وقطاع آخر من غير أصحاب الديانات السماوية. وبالطبع سيتم ذبح الحريات الفردية والعامة، وسيتم ذلك استنادًا إلى أن كل القوانين وبناء كل المؤسسات ستكون مرجعيته دينية إسلامية، أو للدقة إخوانية وسلفية.
لكن الكتاب كما يقول شعيب لا يتضمن فقط هذا النقد الصريح لممارسات وللبرنامج السياسي للإخوان وحلفائهم، لكنه يتضمن أيضًا دفاعًا عنهم عندما كانوا يتعرضون لمحاكمات عسكرية وعصف من قبل نظام مبارك، عندما كانت الجماعة (محظورة). ليس بالطبع إيمانا بأقوالهم وأفعالهم، ولكن دفاعًا عن حق كل المصريين بمختلف انتماءاتهم في الحرية.
كما حرصت على أن يتضمن الكتاب بعضًا مما كتبته انحيازًا للتيار الذي كان يمثله الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي وعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان. والسبب ليس اتفاقي مع برنامج هذا الرجل الذي أعتبره صديقا عزيزا، لكنه في سياق الإخوان يمثل خطوات أكثر تقدمًا في اتجاه الدولة المدنية التي تقترب من العلمانية، أو تقترب من النموذج التركي والماليزي للإسلام السياسي. وقد تمنيت أن يصبح مرشدًا للجماعة وقائدها، ولكن كما اتضح أن الرجل لم يكن يمثل تيارًا قويًا، وتم العصف به بأشكال كثيرة وعلى امتداد سنوات. وكان آخرها «التلكيك» وفصله من الجماعة لأنه قرر خوض الانتخابات الرئاسية، في حين أن الجماعة دخلتها بعد ذلك.
ينقسم الكتاب مقدمة للدفاع عن العلمانية ومواجهة حرب التشويه التي تعرضت لها. وفصل عن انتهاك الإخوان للحرمات وكشف كيفية أنهم انتهازيون عظام. وفصل عن حلفائهم في الداخل والخارج. بالإضافة إلى مبارزة علمانية اخوانية، بالإضافة الى فصول اخرى.
ويؤكد شعيب في مقدمة الكتاب أنه ليس صحيحًا أن الاستبداد خلفيته إسلامية سنية فقط، فهناك استبداد دموي مارسه ويمارسه نظام الملالي في إيران بخلفية إسلامية شيعية. وهناك حروب وعصف دموي تمت باسم المسيحية في أوروبا في العصور الوسطى. وديكتاتورية دموية حدثت في الأنظمة التي اعتنقت الشيوعية. واستبداد استند إلى العنصرية مثلما فعل هتلر والنظام العنصري في جنوب أفريقيا وغيرها. بل وهناك كما يقول شعيب عنف يمارس باسم العقائد التي نسميها «غير سماوية»، فعلى سبيل المثال المجاذر التي يرتكبها البوذيون والسيخ في أماكن مختلفة في العالم. وهناك استبداد تم ممارسته في منطقتنا وفي بلدنا بشعارات قومية، عبد الناصر وصدام وحافظ الأسد وابنه، القذافي.. إلخ. ولدينا أيضًا النموذج الأقرب وهو الصهيونية التي انطلقت من خلفية يهودية، وأسست لدولة إسرائيل الدينية بطلاء ديمقراطي، وأبادت وشردت الشعب الفلسطيني.
وينفي شعيب أن المعركة ليست ضد الإسلام، كدين معاذ الله، كما يحب أن يصورها الإخوان وحلفاؤهم. ولكنها ضد كل المتطرفين العقائديين والدينيين والأيديولوجيين في العالم. فهم يعتبرون أفكارهم أرقى وأهم من الإنسان ذاته. فهم المثل الأعلى للأيديولوجيا الصحيحة، وللتصور الوحيد الصحيح للعالم. وإذا كانت من خلفية دينية، فهم ممثلون لـ«الله» جل علاه، وبالتالي فهم يملكون الحقيقة المطلقة.
ويكون البشر هنا حسب تأكيد شعيب مجرد أداة لتحقيق هذه الأيديولوجيا، اليوتوبيا، الحلم الطوباوي. وتدريجياً تتجسد الأيديولوجيا في بشر، شيوخ، قادة سياسيين، ويتطابقون مع الأيديولوجيا وتتطابق معهم، ويصبحون هم المتحدثين باسمها واالوكلاء الوحيدين لها.وهنا لا قيمة للإنسان ولا لحريته ولا لحياته، فقد تم تزييفه وتشويهه.. ولابد من إعادة تصنيعه بناءً على مواصفات النموذج الأمثل الذي يريده أصحاب العقيدة أو الأيديولوجيا.
لكن لماذا هذا الكتاب عن الإخوان وحدهم الآن؟
يجيب شعيب: أولا لأنهم الآن يحكمون البلد، جاؤوا عبر انتخابات، حتى لو كانت هناك اتهامات بعدم نزاهتها، ولكنهم في النهاية جاؤوا بطريق ديمقراطي. فقد أصبح الرئيس إخوانيًا وكذلك مجلس الشعب المنحل، ومجلس الشورى ولجنة صياغة الدستور. أي وبجملة واحدة "أخذوا البلد بكل مؤسساتها. جيش، شرطة، قضاء.. إلخ.
هذا الاستيلاء التدريجي يجعلهم ومعهم أنصارهم من السلفيين يشكلون بأفكارهم وبرامجهم المعروفة، خطرًا حقيقيًا على الدولة المصرية، فهم يخططون وينفذون لبناء دولة دينية، ستكون في زمن الإخوان بطلاء ديمقراطي، مثلما يفعل نظام الملالي الإيراني. ومثلما أوضح في هذا الكتاب. ولكن إذا حدث وأصبح السلفيون هم الذين يحكمون، فالطلاء الديمقراطي الإخواني سيذهب أدراج الرياح، وننتقل إلى دولة دينية على الطراز الطالباني الذي حكم أفغانستان.
ولا يعتبر شعيب أن هذا حكماً مسبقاً عليهم لسببين، الأول أن أدبياتهم كلها منذ تأسيس الجماعة قبل أكثر من 80 عامًا، تؤكد ذلك، وهذا كلام منشور. وكذلك برنامجهم السياسي الذي طرحوه للرأي العام قبل الثورة. فكثير منه يؤكد بحسم نوع الدولة التي يحلمون ببنائها. وقد انتقدت هذه الأفكار قبل الثورة، وكما سيتضح من الكتاب.
ثانيًا كما يشير شعيب، ادائهم بعد الثورة يؤكد ذلك أيضًا، وكما توضح مقالات هذا الكتاب بجلاء ماذا يريدون ببلدنا. فهم مصممون على سبيل المثال أن يكونوا هم وحلفاؤهم أغلبية في لجنة صياغة الدستور، ومصممون على أن يكون أساس الدستور ديني، أي يميز بين المصريين على أساس ديني. فالدولة دينها الإسلام، والشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع، أي ستكون هذه هي المقصلة التي سيتم على أساسها ذبح قطاع من المصريين ممن لا يؤمنون بالمرجعية الإسلامية من الأديان الأخرى. وقطاع آخر من غير أصحاب الديانات السماوية. وبالطبع سيتم ذبح الحريات الفردية والعامة، وسيتم ذلك استنادًا إلى أن كل القوانين وبناء كل المؤسسات ستكون مرجعيته دينية إسلامية، أو للدقة إخوانية وسلفية.
لكن الكتاب كما يقول شعيب لا يتضمن فقط هذا النقد الصريح لممارسات وللبرنامج السياسي للإخوان وحلفائهم، لكنه يتضمن أيضًا دفاعًا عنهم عندما كانوا يتعرضون لمحاكمات عسكرية وعصف من قبل نظام مبارك، عندما كانت الجماعة (محظورة). ليس بالطبع إيمانا بأقوالهم وأفعالهم، ولكن دفاعًا عن حق كل المصريين بمختلف انتماءاتهم في الحرية.
كما حرصت على أن يتضمن الكتاب بعضًا مما كتبته انحيازًا للتيار الذي كان يمثله الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي وعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان. والسبب ليس اتفاقي مع برنامج هذا الرجل الذي أعتبره صديقا عزيزا، لكنه في سياق الإخوان يمثل خطوات أكثر تقدمًا في اتجاه الدولة المدنية التي تقترب من العلمانية، أو تقترب من النموذج التركي والماليزي للإسلام السياسي. وقد تمنيت أن يصبح مرشدًا للجماعة وقائدها، ولكن كما اتضح أن الرجل لم يكن يمثل تيارًا قويًا، وتم العصف به بأشكال كثيرة وعلى امتداد سنوات. وكان آخرها «التلكيك» وفصله من الجماعة لأنه قرر خوض الانتخابات الرئاسية، في حين أن الجماعة دخلتها بعد ذلك.
ينقسم الكتاب مقدمة للدفاع عن العلمانية ومواجهة حرب التشويه التي تعرضت لها. وفصل عن انتهاك الإخوان للحرمات وكشف كيفية أنهم انتهازيون عظام. وفصل عن حلفائهم في الداخل والخارج. بالإضافة إلى مبارزة علمانية اخوانية، بالإضافة الى فصول اخرى.
التحرير
0 هل عجبك الموضوع ..اكتب رأيك:
إرسال تعليق
مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate