دكتور محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
ما أسهل أن أكون كالنعامة، أدفن رأسي في الرمال حتى لا أرى ما يزعجني. "الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح".
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
ما أسهل أن أكون كالنعامة، أدفن رأسي في الرمال حتى لا أرى ما يزعجني. "الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح".
يا عم أنا مالي، خليها على الله. "من خاف سلم". إخوان، سلفيين، لبراليين كلهم ملاعين، اللهم اهلك الظالمين بالظالمين. يا عم أنا مالي أنا ليً شغلي وعيالي وبس، ميكانيكي ماهر جدا صرخ في وجهي قائلا "الله يخرب بيت "الريس" علبة الدانو بتاعِتْ العيال بقت بـ 42 جنيه..... ولا زال هناك آخرون أمثال هؤلاء "قليلو المعرفة" لا يقدرون على التمييز بين الحق والباطل، أو بين الغث والثمين، وهؤلاء ليس عليهم حرج.
أنا لن أعدد الدلائل على فشل "مشروع الإسلام السياسي" بما وصل إليه الإخوان والمتسلفة سواء من انهيار مصر من كافة المناحي، أو تمرد المتسلفة أنفسهم على الإخوان، أو شهادة أمريكا نفسها، أو شهادة المنظمات الدولية الحقوقية والتنموية، أو رد فعل دول العالم على زيارات رأس الدولة المصري إليها من إهمال وفشل، أو تمرد الشعب نفسه على هذا الحكم.
ولن أستدل هنا بحديث الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام والمختلف على صحته وهو "إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله مع الجماعة".
ولكن فقط اسألْ نفسك أيها القارئ الكريم اللبيب وأجب بموضوعية: لو أعيد ترشيح مرسي أو الشاطر أمام أي شخص آخر من الثلاثة عشر الذين كانوا مرشحين في جولة الرئاسة الأولى السابقة، هل سينجح مرسي أو الشاطر؟ لو ظنَنْتَ بحق أن مرسي سينجح، لماذا إذن لا يقبل هو منطق الانتخابات الرئاسية المبكرة ويحفظ كرامته وحياءه وتقديره للشعب المصري وإرادته؟
لماذا فشل الحكم الإخواني؟ الإجابة في كلمة هي "الاستبداد". المستبد يستخدم كل الوسائل المشروعة واللامشروعة لتحقيق أغراضه الشخصية أو الفئوية و "طز" في الشعب. وعندما يستخدم الوسائل غير المشروعة باسم الدين فهذا هو عين "النفاق".
نقلا عن عمار على حسن، يقول الكواكبي في كتابه "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد": الاستبداد يسوق الناس إلى الاعتقاد بأن طالب الحق فاجر، فهل فجرنا عندما نطالب مرسي بالعدل والتحلي بأخلاق الإسلام وخاصة الحياء والصدق؟ والاستبداد أيضا يظهر أن تارك حقه مطيع، والمشتكي المتظلم مفسد، والنبيه المدقق ملحد، ... والناصح فضولي.... والغيور عدو... والشهامة عتوٌ، والحمية حماقة، والرحمة مرض، والنفاق سياسة، والتحايل كياسة، والدناءة لطف، والنذالة دماثة".
إذن تبعا للكواكبي، المتمرد في نظر مرسي وجماعته والمغرورين بهما إنسان فاجر، عاصٍ، مفسد، ملحد، فضولي، عدو، عاتٍ، أحمق، مريض، أما المستبد فيبرر لنفسه النفاق على أنه سياسة، ويبرر لنفسه التحايل على أنه كياسة، ويبرر لنفسه الدناءة على أنها لطف، ويبرر لنفسه النذالة على أنها دماثة. انظر ماذا قال مرسي لزوجات الضباط المختطفين !!! من حقكن الانفصال عن أزواجكن، ولكل منكن مليون جنيه من الداخلية للإعلان عن خبر وفاة أزواجكن !!!
أما إخواننا الفضلاء، هذان الفريقان الإخوة الأعداء، العلمانيون المتأدلجون من ناحية، والمؤيدون للإخوان والمتسلفة من ناحية أخرى، فقد خدعتهم بوصلتاهما، واشتعلت قلوبهما بكمية من الكره الشديد لأمور ليست لها صلة بثورة يناير المستنيرة. الفريقان لا يرون بدلاء للحكام الحاليين، وهذا من وجهة نظري للأسف قصر شديد في بصرهما، حيث أرى ببصيرتي التي أثق فيها أن أي بديل موجود الآن، أيا من كان لا يمكن أن يكون أسوأ من حكام اليوم. الفريقان خدعتهما بوصلتاهما لأن الثورة لم تقم لغرض القضاء على حمدين صباحي واليساريين والعلمانيين والقوميين، كما لم تقم الثورة من أجل القضاء على خالد يوسف أو إيناس الدغيدي أو البرادعي أو نوال السعداوي أو عمرو موسى أو عمرو حمزاوي.
الثورة قامت من أجل مقاومة الاستبداد والتوريث وتحقيق أهدافها من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، فهلا تكرمتم إخوتي الأفاضل بضبط بوصلتيكما، ونظرتم نظرة منصفة لما حققه مرسي من أهداف الثورة؟
إن المتمردين الشرفاء، شباب مصر العبقري، وشعب مصر المتمرد، طليعة الثورة ومبلغيها منتهاها، قد تمردوا على ما يلي: استمرار الانفلات الأمني، لسة الفقير مالوش مكان، لسة بنشحت من بره، القصاص للشهداء لم يحدث، مفيش كرامة للشعب ولمصر، الانهيار الاقتصادي، التبعية للأمريكان، زيادة أسعار الكهرباء والمياه والغاز، طوابير العيش لسة موجودة. هذه هي عبقرية الشباب، وصواب نظرتهم، وروعة تصميمهم لاستمارتهم الخالدة.
الخلاصة: المتمردون ليسوا مراهقين سياسيا، هم أصحاب البصيرة السياسية. المتمردون ليسوا أعداءً للإسلام بل هم الأوعى فقها للإسلام ومقاصده، ولا يزكون أنفسهم. المتمردون عفيفو اللسان لا يعرفون السب والتكفير، ولا يجيدون البذاءة وقلة الحياء وقلة الأدب. المتمردون مبدعون مفكرون متواضعون، لا يرددوا اسطوانة ببغاوية واحدة من أجل 650 جنيها شهريا، المتمردون صادقون لا يكذبون، المتمردون يستطيعون حساب أن القمح لم يتضاعف ثلاث مرات كما قال مرسي، ويدركون أن تجميع الآيباد وصناعة أول مترو مصري على قدر بساطة كل ذلك لم يتم في عشرة أشهر زمن حكم الإخوان الزاهر، يدركون أن إنجازات مبارك يسرقها مرسي، مخالفا بذلك قول المولى سبحانه وتعالى: "لا تَحْسَبَنَّ الَّذينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أتوا وَيُحبُّونَ أنْ يُحْمَدوا بمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ العَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أليمٌ ... الآية 188 أل عمران.
وفي النهاية تحية حب، ودعوة للصمود لقوى مصر الوطنية الشعب، والأزهر، والجيش، والشرطة، والقضاء، والإعلاميون الشرفاء، العلماء، والظرفاء، والعلماء الظرفاء منهم على السواء.
لماذا فشل الحكم الإخواني؟ الإجابة في كلمة هي "الاستبداد". المستبد يستخدم كل الوسائل المشروعة واللامشروعة لتحقيق أغراضه الشخصية أو الفئوية و "طز" في الشعب. وعندما يستخدم الوسائل غير المشروعة باسم الدين فهذا هو عين "النفاق".
نقلا عن عمار على حسن، يقول الكواكبي في كتابه "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد": الاستبداد يسوق الناس إلى الاعتقاد بأن طالب الحق فاجر، فهل فجرنا عندما نطالب مرسي بالعدل والتحلي بأخلاق الإسلام وخاصة الحياء والصدق؟ والاستبداد أيضا يظهر أن تارك حقه مطيع، والمشتكي المتظلم مفسد، والنبيه المدقق ملحد، ... والناصح فضولي.... والغيور عدو... والشهامة عتوٌ، والحمية حماقة، والرحمة مرض، والنفاق سياسة، والتحايل كياسة، والدناءة لطف، والنذالة دماثة".
إذن تبعا للكواكبي، المتمرد في نظر مرسي وجماعته والمغرورين بهما إنسان فاجر، عاصٍ، مفسد، ملحد، فضولي، عدو، عاتٍ، أحمق، مريض، أما المستبد فيبرر لنفسه النفاق على أنه سياسة، ويبرر لنفسه التحايل على أنه كياسة، ويبرر لنفسه الدناءة على أنها لطف، ويبرر لنفسه النذالة على أنها دماثة. انظر ماذا قال مرسي لزوجات الضباط المختطفين !!! من حقكن الانفصال عن أزواجكن، ولكل منكن مليون جنيه من الداخلية للإعلان عن خبر وفاة أزواجكن !!!
أما إخواننا الفضلاء، هذان الفريقان الإخوة الأعداء، العلمانيون المتأدلجون من ناحية، والمؤيدون للإخوان والمتسلفة من ناحية أخرى، فقد خدعتهم بوصلتاهما، واشتعلت قلوبهما بكمية من الكره الشديد لأمور ليست لها صلة بثورة يناير المستنيرة. الفريقان لا يرون بدلاء للحكام الحاليين، وهذا من وجهة نظري للأسف قصر شديد في بصرهما، حيث أرى ببصيرتي التي أثق فيها أن أي بديل موجود الآن، أيا من كان لا يمكن أن يكون أسوأ من حكام اليوم. الفريقان خدعتهما بوصلتاهما لأن الثورة لم تقم لغرض القضاء على حمدين صباحي واليساريين والعلمانيين والقوميين، كما لم تقم الثورة من أجل القضاء على خالد يوسف أو إيناس الدغيدي أو البرادعي أو نوال السعداوي أو عمرو موسى أو عمرو حمزاوي.
الثورة قامت من أجل مقاومة الاستبداد والتوريث وتحقيق أهدافها من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، فهلا تكرمتم إخوتي الأفاضل بضبط بوصلتيكما، ونظرتم نظرة منصفة لما حققه مرسي من أهداف الثورة؟
إن المتمردين الشرفاء، شباب مصر العبقري، وشعب مصر المتمرد، طليعة الثورة ومبلغيها منتهاها، قد تمردوا على ما يلي: استمرار الانفلات الأمني، لسة الفقير مالوش مكان، لسة بنشحت من بره، القصاص للشهداء لم يحدث، مفيش كرامة للشعب ولمصر، الانهيار الاقتصادي، التبعية للأمريكان، زيادة أسعار الكهرباء والمياه والغاز، طوابير العيش لسة موجودة. هذه هي عبقرية الشباب، وصواب نظرتهم، وروعة تصميمهم لاستمارتهم الخالدة.
الخلاصة: المتمردون ليسوا مراهقين سياسيا، هم أصحاب البصيرة السياسية. المتمردون ليسوا أعداءً للإسلام بل هم الأوعى فقها للإسلام ومقاصده، ولا يزكون أنفسهم. المتمردون عفيفو اللسان لا يعرفون السب والتكفير، ولا يجيدون البذاءة وقلة الحياء وقلة الأدب. المتمردون مبدعون مفكرون متواضعون، لا يرددوا اسطوانة ببغاوية واحدة من أجل 650 جنيها شهريا، المتمردون صادقون لا يكذبون، المتمردون يستطيعون حساب أن القمح لم يتضاعف ثلاث مرات كما قال مرسي، ويدركون أن تجميع الآيباد وصناعة أول مترو مصري على قدر بساطة كل ذلك لم يتم في عشرة أشهر زمن حكم الإخوان الزاهر، يدركون أن إنجازات مبارك يسرقها مرسي، مخالفا بذلك قول المولى سبحانه وتعالى: "لا تَحْسَبَنَّ الَّذينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أتوا وَيُحبُّونَ أنْ يُحْمَدوا بمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ العَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أليمٌ ... الآية 188 أل عمران.
وفي النهاية تحية حب، ودعوة للصمود لقوى مصر الوطنية الشعب، والأزهر، والجيش، والشرطة، والقضاء، والإعلاميون الشرفاء، العلماء، والظرفاء، والعلماء الظرفاء منهم على السواء.
0 هل عجبك الموضوع ..اكتب رأيك:
إرسال تعليق
مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate