مقالى منشور باسبوعيات جريدة الاحرار اليوم السبت 22مايو 2010
كتبت هنا في هذا المكان مقالاً بعنوان »البرادعي والذين معه« وطالبت فيه بأهمية تعديل الدستور حتي يتسني للمستقلين الترشيح ومنافسة القيادات الحزبية الذين يسمح لهم الدستور بحق الترشح بدون شروط لمرتين تنتهي في عام ١١٠٢ والشرط الوحيد أن يكون قيادة حزبية.. وانهيت مقالي بأنني علي استعداد لأن ادفع نصف عمري حتي يتمكن البرادعي من خوص الانتخابات وأدفع نصف عمري الآخر حتي لا ينجح ولا يصبح رئيسا لا قدر الله ثم تحدثت عن الذين معه وقلت أنهم خليط غير متجانس من السياسيين الذين يناضلون عبر الفضائيات مقابل ٠٠٥ دولار في المرة الواحدة.. بعضهم يساري وآخرون ليبراليون وبعضهم يتحدث باسم الاسلام السياسي.
قال لي قيادة حزبية تاريخية أن التنوع السياسي حول الدكتور البرادعي لا يعيبه بل يعطيه ميزة لانه يجمع المتناقضات وهذا دليل علي أنه سياسي مطلوب.. وأنه قادر علي ادارة أفكار مختلفة واستيعابها ثم اصدار قرار.. السياسي الحقيقي تتم صناعته من التجارب التي يمر بها ومن المعارك التي يخوضها مع خصومه ومع أنصاره أيضاً.
ورغم حلاوة ومنطق القيادة الحزبية اليسارية التي تحدثت الي عبر التليفون عقب نشر المقال إلا أنني كنت علي يقين أن المجموعة المحيطة بالبرادعي لن تستمر طويلاً وان تماسكها سوف ينهار بمجرد تعرضها لأي تيار هواء.. وبالفعل انهارت الجمعية الوطنية للتغيير عقب لقاءات البرادعي مع مصريين في أمريكا.. فقد اتهمته قيادات من داخل الجمعية بالارتماء في أحضان لوبي أقباط المهجر وتنفيذ مخططات مشبوهة تهدف إلي تفتيت النسيج المصري الذي ظل متماسكاً طوال آلاف السنين.
وسوف تنهار الجمعية أكثر فأكثر مع كل قضية يخوض فيها الدكتور البرادعي.. فالرجل يميني متطرف يؤمن بحرية السوق والقطاع الخاص بلا حدود ولا يعنيه ٠٩٪ من المصريين الذين يعيشون علي الدعم والخدمات المجانية.. التي أرست دعائمها ثورة يوليو الخالدة بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. والبرادعي يتحدث عن طوابير العيش والزحام في المواصلات والشوارع بعيون سائح أجنبي وليس بعيون مواطن مصري يشعر بآلام أبناء بلده.
وفي قضية المال العام وتوزيع ثروة الشعب علي المواطنين يتعامل البرادعي علي أن هذه قضايا ترفيهية وأن مناقشتها بين العامة والجهلة خطأ لأن هذه الفئات لا تعرف أنها صاحبة هذه الثروة وأن لها حقا في مياه النيل وبترول الصحراء وعائدات السياحة والقناة وفائض الانتاج الزراعي والصناعي والمنح التي تنهال علينا من الشرق والغرب.
لكن أكثر ما أثار دهشتي تصريح الدكتور البرادعي عن تواجد العمال والفلاحين في مجلس الشعب، ورغم اتفاقي معه في ان الذين يمثلون العمال حالياً من أفنديات ورجال أعمال هم أعداء للعمال إلا أن نظرته إلي التمثيل النيابي تحتاج الي مراجعة لأنه يعتقد أن البرلمان يجب أن يدخله العلماء والخبراء فقط القادرون علي سن التشريعات ورقابة الحكومة، وهذه نظرة فوقية وطبقية تتناقض مع فكرة الديمقراطية وتنسف أسس العدالة من جذورها.. وظني أن البرادعي يميل إلي تشكيل مجلس استشاري وليس مجلس معبر عن الناس.
وأنا واحد من الناس الذين يدعون إلي الغاء نسبة ٠٥٪ عمال وفلاحين في تشكيل المجالس المنتخبة لانها فقدت معناها وأهدافها وصارت عبئاً علي العمال والفلاحين الحقيقيين، وأدعو إلي أن يكون الترشيح للمصريين بدون توصيف حتي لو تم تشكيل المجلس بالكامل من العمال أو من الفئات.. فهم يمثلون بالشعب.
وأتذكر حواراً للدكتور فتحي سرور قبل عشر سنوات تقريباً يبرر فيه استمرار نسبة ٠٥٪ عمال وفلاحين فقال انهم مظلومون لانهم يمثلون أكثر من ٠٨٪ من الشعب في حين يمثلون بنسبة ٠٥٪ فقط.
ومع استمرار الانشقاقات في جبهة البرادعي تبدو فرص مرشحي الأحزاب أقوي ولاسيما الدكتور عبدالله الاشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس الأعلي للشئون الاسلامية.. ومن حسن حظي أنني شاركت في اجتماع للهيئة العليا لحزب مصر العربي الاشتراكي برئاسة عادل القلا وكان الاجتماع مخصصاً للبت في قبول عضوية الأشعل في الحزب واقرار ترشيحه لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية.. ودار نقاش ديمقراطي حقيقي وصل الي درجة السخونة في بعض مراحله ثم انتهت الهيئة الي قبول عضوية الأشعل في حزب مصر وتأجيل البت في قبول ترشيحه باسم الحزب لمرحلة قادمة.. وتحدث عادل القلا رئيس الحزب مختصراً الحوارات الداخلية لقيادات حزبه بأن السنة الحالية من سنوات الازدهار الحزبي بسبب الانتخابات التشريعية للشوري ثم للشعب، وليس مناسباً أن نقفز فوق الأحداث ونتكلم عن الانتخابات الرئاسية بينما نجهز لخوض انتخابات الشوري ونستعد لخوض انتخابات الشعب مذكراً الجميع بأن أي مرشح حزبي لن يستطيع خوض انتخابات الرئاسة دون ان يكون لحزبه نائب واحد علي الاقل في مجلس الشعب وبالتالي من واجب الأحزاب أن تستعد جيداً لتجاوز العقبة الأولي ثم تبدأ في اختيار مرشحها للرئاسة.
وأثار انتباهي أثناء حديث الدكتور الأشعل أنه يختلف عن البرادعي في ارتباطه بحركة الناس ورغبته الأكيدة في التواصل معهم وتقديم برامج واقعية وليست خيالية تساعد علي توفير فرص عمل وزيادة الاجور ثم زيادة المدخرات وتوسيع الاستثمارات.. وأن يشعر المواطن بالتنمية فعلاً وليس كلاماً.
وإلي أن تأتي ساعة الصفر ويبدأ السباق الرئاسي فإن أمام المرشحين فرصة كبيرة لاكتساب ثقة الناخبين ببرامج وأفكار ومشروعات ودراسات جادة تحل مشاكلهم وليس الاعتماد علي الانترنت في ترويج صور وبيانات لاننا لن نختار رئيس جمهورية الفيس بوك بل رئيسا لدولة قديمة عمرها ٧ آلاف عام تستحق الكثير من الجهد والعمل.
قال لي قيادة حزبية تاريخية أن التنوع السياسي حول الدكتور البرادعي لا يعيبه بل يعطيه ميزة لانه يجمع المتناقضات وهذا دليل علي أنه سياسي مطلوب.. وأنه قادر علي ادارة أفكار مختلفة واستيعابها ثم اصدار قرار.. السياسي الحقيقي تتم صناعته من التجارب التي يمر بها ومن المعارك التي يخوضها مع خصومه ومع أنصاره أيضاً.
ورغم حلاوة ومنطق القيادة الحزبية اليسارية التي تحدثت الي عبر التليفون عقب نشر المقال إلا أنني كنت علي يقين أن المجموعة المحيطة بالبرادعي لن تستمر طويلاً وان تماسكها سوف ينهار بمجرد تعرضها لأي تيار هواء.. وبالفعل انهارت الجمعية الوطنية للتغيير عقب لقاءات البرادعي مع مصريين في أمريكا.. فقد اتهمته قيادات من داخل الجمعية بالارتماء في أحضان لوبي أقباط المهجر وتنفيذ مخططات مشبوهة تهدف إلي تفتيت النسيج المصري الذي ظل متماسكاً طوال آلاف السنين.
وسوف تنهار الجمعية أكثر فأكثر مع كل قضية يخوض فيها الدكتور البرادعي.. فالرجل يميني متطرف يؤمن بحرية السوق والقطاع الخاص بلا حدود ولا يعنيه ٠٩٪ من المصريين الذين يعيشون علي الدعم والخدمات المجانية.. التي أرست دعائمها ثورة يوليو الخالدة بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. والبرادعي يتحدث عن طوابير العيش والزحام في المواصلات والشوارع بعيون سائح أجنبي وليس بعيون مواطن مصري يشعر بآلام أبناء بلده.
وفي قضية المال العام وتوزيع ثروة الشعب علي المواطنين يتعامل البرادعي علي أن هذه قضايا ترفيهية وأن مناقشتها بين العامة والجهلة خطأ لأن هذه الفئات لا تعرف أنها صاحبة هذه الثروة وأن لها حقا في مياه النيل وبترول الصحراء وعائدات السياحة والقناة وفائض الانتاج الزراعي والصناعي والمنح التي تنهال علينا من الشرق والغرب.
لكن أكثر ما أثار دهشتي تصريح الدكتور البرادعي عن تواجد العمال والفلاحين في مجلس الشعب، ورغم اتفاقي معه في ان الذين يمثلون العمال حالياً من أفنديات ورجال أعمال هم أعداء للعمال إلا أن نظرته إلي التمثيل النيابي تحتاج الي مراجعة لأنه يعتقد أن البرلمان يجب أن يدخله العلماء والخبراء فقط القادرون علي سن التشريعات ورقابة الحكومة، وهذه نظرة فوقية وطبقية تتناقض مع فكرة الديمقراطية وتنسف أسس العدالة من جذورها.. وظني أن البرادعي يميل إلي تشكيل مجلس استشاري وليس مجلس معبر عن الناس.
وأنا واحد من الناس الذين يدعون إلي الغاء نسبة ٠٥٪ عمال وفلاحين في تشكيل المجالس المنتخبة لانها فقدت معناها وأهدافها وصارت عبئاً علي العمال والفلاحين الحقيقيين، وأدعو إلي أن يكون الترشيح للمصريين بدون توصيف حتي لو تم تشكيل المجلس بالكامل من العمال أو من الفئات.. فهم يمثلون بالشعب.
وأتذكر حواراً للدكتور فتحي سرور قبل عشر سنوات تقريباً يبرر فيه استمرار نسبة ٠٥٪ عمال وفلاحين فقال انهم مظلومون لانهم يمثلون أكثر من ٠٨٪ من الشعب في حين يمثلون بنسبة ٠٥٪ فقط.
ومع استمرار الانشقاقات في جبهة البرادعي تبدو فرص مرشحي الأحزاب أقوي ولاسيما الدكتور عبدالله الاشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس الأعلي للشئون الاسلامية.. ومن حسن حظي أنني شاركت في اجتماع للهيئة العليا لحزب مصر العربي الاشتراكي برئاسة عادل القلا وكان الاجتماع مخصصاً للبت في قبول عضوية الأشعل في الحزب واقرار ترشيحه لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية.. ودار نقاش ديمقراطي حقيقي وصل الي درجة السخونة في بعض مراحله ثم انتهت الهيئة الي قبول عضوية الأشعل في حزب مصر وتأجيل البت في قبول ترشيحه باسم الحزب لمرحلة قادمة.. وتحدث عادل القلا رئيس الحزب مختصراً الحوارات الداخلية لقيادات حزبه بأن السنة الحالية من سنوات الازدهار الحزبي بسبب الانتخابات التشريعية للشوري ثم للشعب، وليس مناسباً أن نقفز فوق الأحداث ونتكلم عن الانتخابات الرئاسية بينما نجهز لخوض انتخابات الشوري ونستعد لخوض انتخابات الشعب مذكراً الجميع بأن أي مرشح حزبي لن يستطيع خوض انتخابات الرئاسة دون ان يكون لحزبه نائب واحد علي الاقل في مجلس الشعب وبالتالي من واجب الأحزاب أن تستعد جيداً لتجاوز العقبة الأولي ثم تبدأ في اختيار مرشحها للرئاسة.
وأثار انتباهي أثناء حديث الدكتور الأشعل أنه يختلف عن البرادعي في ارتباطه بحركة الناس ورغبته الأكيدة في التواصل معهم وتقديم برامج واقعية وليست خيالية تساعد علي توفير فرص عمل وزيادة الاجور ثم زيادة المدخرات وتوسيع الاستثمارات.. وأن يشعر المواطن بالتنمية فعلاً وليس كلاماً.
وإلي أن تأتي ساعة الصفر ويبدأ السباق الرئاسي فإن أمام المرشحين فرصة كبيرة لاكتساب ثقة الناخبين ببرامج وأفكار ومشروعات ودراسات جادة تحل مشاكلهم وليس الاعتماد علي الانترنت في ترويج صور وبيانات لاننا لن نختار رئيس جمهورية الفيس بوك بل رئيسا لدولة قديمة عمرها ٧ آلاف عام تستحق الكثير من الجهد والعمل.
0 هل عجبك الموضوع ..اكتب رأيك:
إرسال تعليق
مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate