آخر الأخبار
Loading...
الأربعاء، 5 فبراير 2014

Info Post
عقد الحزب الاشتراكي المصري، الأحد، ندوة ثقافية لمناقشة كتاب "هيكل كاهن يبحث عن فرعون"، للكاتب "أيمن شرف" بمقر الحزب بوسط القاهرة، بمشاركة عدد من الكتاب والمثقفين. ضمت الكاتب الصحفي المعروف وكيل نقابة الصحفيين السابق عبد العال الباقورى، وفتحي الشوادفي وجمال عليوة وياسر مشالي وعلي فراج وخالد أبو الروس وعلي عفيفي وسمير سليم وأحمد شرف.
بدأ "شرف" حديثه بالاعتراف أنه ينتمي إلى جيل تربى على كتابات محمد حسنين هيكل، مؤكدًا في الوقت نفسه أن تلك الكتابات حالت دون إدراكه الكامل لأخطاء "هيكل"، مشيرا إلى أنه لا يهدف بكتابه إلى النيل من الرجل، وإنما يريد تقديم رؤية ناقدة تحرص على استجلاء الحقيقة بعيدا عن حالة التبجيل السائدة في عدد من الصحف المصرية، معتبرًا تلك الرؤية النقدية بمثابة إلقاء حجر في مياه راكدة لكي يتربى لدينا جيل جديد ذو رؤية نقدية.
وأشار الكاتب "أيمن شرف" إلى أن فكرة تأليف كتاب يرصد تناقضات "هيكل"، لم تكن وليدة اللحظة أو محض صدفة، بل كان مخططاً لكتابه أن يصدر قبل عدة سنوات، ونبتت فكرته بالتحديد عام 2001 في إطار مقارنة عقدها بين كتاب هيكل "خريف الغضب" ومقاله المطول "وقفة مع الصديق الأمريكي" الذي نشر في مجلة وجهات نظر في إبريل 2001، ونشر تلك المقارنة في مقال على صفحتين في جريدة الاتحاد الإماراتية في ذلك العام.
وأوضح "شرف" أن طموح "هيكل" لأن يكون (كاتب الحاكم) كان يدفعه بقوة بأن يقدم نفسه (كاهنا جديدا للفرعون الجديد)، واستشهد بقول الكاتب والروائي الكبير "فتحي غانم" إن "هيكل كان يقول دائما وبقناعة مطلقة إن الحاكم محتاج لصحفي يعبر عنه وسأكون أنا هذا الصحفي".
واستطرد "شرف" مفندًا أسباب حرص "هيكل" على التقرب من جمال عبد الناصر، مؤكدًا أن هيكل لعب دورا أكبر من مجرد كاتب يصوغ أفكار الرئيس، بل دور قناة المعلومات والوسيط بين عبد الناصر والباب الخلفي لصناعة القرار السياسي في أمريكا "أجهزة المخابرات"، وكوادرها في السفارة الأمريكية بالقاهرة وواشنطن، حتى أن كثيرين اتهموه صراحة بالعمالة للمخابرات المركزية الأمريكية.
كذلك تطرق "شرف" إلى انحياز هيكل للسادات رغم تحفظاته عليه واتهامه له بتلقي رشوة قدرها 35 ألف دولار من لاجئ سياسي كويتي إلى مصر هو الشيخ المبارك الصباح، مؤكدًا أن هيكل لم يكن في حاجة لتقديم أوراق اعتماده في وظيفة الكاهن بعد موت عبد الناصر، حين قدم للسادات خدمة جليلة ساعدته في تثبيت نفيه بإعطاء غطاء إعلامي لإقصائه القيادات المرتبطة بعبد الناصر ونهجه.
وذكر "أيمن شرف" في ذلك الصدد، أن هيكل كرر محاولته تلك في زمن لاحق، حينما قال في حوار للأهرام في 15 مايو 2011 أنه "لا يجد حرجا في تسمية المشير محمد حسين طنطاوي رئيسا للدولة في هذه المرحلة الانتقالية"، وراح يُنظر تنظيرا لغويا صرفا لكي يفرق بين ما يسميه رئيس الدولة ورئيس الجمهورية! وكأن هيكل لا يدرك أن زمن الفراعين قد انتهى، أو أنه يدرك ذلك لكنه يبحث لنفسه ولابنه أحمد عن مخرج من شواهد على تورطه في علاقة بيزنس غير بريئة مع جمال مبارك، تتعلق باستغلال النفوذ والشراكة في مؤسسة نمت بشكل خرافي خلال سبع سنوات فقط من 2004 إلى 2011.
ومن جهته دعا الاستاذ عبد العال الباقوري تبني نهج نقدي في تناول كل مايمس تاريخنا لكن دون الجنوح نحو التخوين واصدار احكام بالعمالة، ونوه الباقوري إلى أن مهمة الصحفي صعبة وقديكون ضمنها الالتقاء وتبادل المعلومات مع شخصيات متنوعة دون ان يعني ذلك شيئا سلبيا، وختم كلمته بدعوته صحفي مصر المهتمين بتاريخها بعدم الاكتفاء بكتابة المقالات، وإنما كتابة كتب لتوثيق هذا التاريخ.
بدوره أشار جمال عليوه إلى أن هيكل ليس كاتب ولا منظر الناصرية كما يشاع، لأن الناصرية الحقيقية هي الانحياز الاجتماعي وأخذ موقف ضد الهيمنة الأمريكية، وأنه أقرب إلى أن يكون منظر المشروع الساداتي بليبراليته ودفاعه عن الولايات المتحدة.
من ناحيته، أشاد الكاتب "خالد محمود" بالجهد الذي بذله الكاتب في التحضير والكتابة، وقال إن "شرف كسر الاتفاق غير المعلن في الحالة الصحفية والسياسية والثقافية بتقديس هيكل الشخص والكتابة.. فقد ظل هيكل عبر خمسة قرون تقريبا "البقرة المقدسة" التي لا يصح الاقتراب من نقدها ونقد طروحاتها، إلى درجة أن أصبح انتقاد هيكل حدثا في حد ذاته، بل يتعرض صاحبه لنهش معنوي شرس، وهنا تكمن بداية كارثة فكرية وثقافية وتربوية".
وأشار "محمود" إلى أن الأشخاص الذين مثلوا أيقونات لدى شعوبهم كانوا إما ثوارا بحجم سبارتاكوس أو مانديلا أو تشي جيفارا ممن غيروا حياة الناس والشعوب وتحدوا طغاتها وارتبطوا برفع مظالمها أو كتابا ثوريين أحدثت كتاباتهم ثورات وانقلابات اجتماعية وشكلت انحيازات حقيقية في حجم مونتسيكيو وكارل ماركس وسارتر وناعوم تشومسكي، لكن أن يتم هذا الأمر مع صحفي سلطة ومنظر واقعية سياسية لم يعرف عنه يوما انحيازه لحركة ديموقراطية أو شعبية، وبدأ كتاباته بمقال "عيد ميلادك يا مولاي" الموجه للملك فاروق، وكان الكاتب الفرد في زمن الحاكم الفرد.. فهذا معناه أننا نعيب زماننا والعيب فينا.
وأكد خالد محمود -المعلق الرئيسي على الندوة- أن النقد هو بوابة لاكتشاف الخطأ وعدم الامتثال للجوقة المحيطة بهيكل، وأنه آن الأوان للنقد وكسر التابوهات وعدم التقديس الأعمى للشخصيات، وتقديم حالة نقدية لكل من هو ليس معصوما، واعتبر أن الكتاب قد جاء في موعده لأن جيلا كاملا "مالهوش كبير" كان ينتظر من جيلنا "الموكوس" بعض الاعتذار.. متمنيا أن يوفر الكتاب في طبعاته التالية مساحة أكبر لعلاقة هيكل بالسلطة والولايات المتحدة.

0 هل عجبك الموضوع ..اكتب رأيك:

إرسال تعليق

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

 
جميع الحقوق محفوظة لــ انفراد