بقلم / بشير العدل
eladl254@yahoo.com
تموج منطقتنا العربية بأحداث جسام ، خلفت الكثير من التحديات التى تتطلب مواجهة عربية تضامنية ، لما بين دول المنطقة العربية من قواسم مشتركة فى أسباب ظهور تلك التحديات وضرورة مواجهتها لدرء أخطار لاتتوقف آثارها عند دولة دون أخرى وانما هى آثار خطيرة عابرة الحدود.
وعندى أن الإعلام العربى لعب دورا ، ومازال يلعبه ، فى استمرار تلك الأحداث وفرض تبعاتها على المنطقة ، حتى وصلت الى حدود الخطر الذى يستوجب مجابهته، ومن ثم فان عليه أن يعمل على يساعد فى صرف تلك المصائب التى حلت بالأمة العربية ، كما كان سببا فى زرعها.
ولعل خطر الإرهاب يأتى فى مقدمة تلك التحديات ، وهو مفهوم شامل وأوسع من تلك التحركات التى تتبناها جماعات وتنظيمات إرهابية فى الدول التى ظهر فينا مايسمى بالربيع العربى ، وانما يمتد للارهاب الأكبر فى المنطقة والذى تم زرعه فيها منذ مايقرب من سبعة عقود من الزمان وهو الارهاب الاسرائيلى ، الذى تمارسه سلطات الاحتلال بدعم أمريكى بحق الشعب الفلسطينى ، وهو الإرهاب الأخطر الذى تفرعت منه الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى دول الربيع العربى ، وهى الجماعات والتنظيمات التى تستند فى تمويلها الى الممول الأكبر للإرهاب فى العالم وهو أمريكا التى تسعى لأهداف استعمارية سياسية فى المنطقة ، من خلال تفتيت الدول وتقسيم الشرق الأوسط كما أوصت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس فى عام 2005.
ولجأت أمريكا لتنفيذ مخططها الى المال السياسى ، الذى وظفت به منظمات تدعى أنها مدافعة عن حقوق الإنسان ، وحركات وجماعات سياسية تدعى أنها تطالب بالتحول الديمقراطى ، وساند هذه وتلك آلة دعاية إعلامية كبيرة وواسعة الانتشار كى تخدم الهدف السياسى الاستعمارى الأكبر ، وهو زرع اسرائيل فى المنطقة وتثبيت أقدامها فى الأرض العربية ، وتقسيم الدول العربية بما يوفر للكيان الصهيونى بؤر لدعمها عن قرب.
فظهرت آلة الدعاية الصهيونية مدعومة برأس المال السياسى ، كى تدافع عن الارهاب الاسرائيلى وتظهر ممارساته الوحشية فى حق الشعب الفلسطينى والعربى ، على أنها دفاع عن النفس ، وهو نفس المنطق الذى تبرر به جماعات الإرهاب الجديدة التى تفرغت عن الإرهاب الأكبر ، وتستند فيه الى الممول الأكبر للإرهاب ، والتى تقول بأنها تدافع عن الشرعية السياسية، لتمارس إرهابا بحق البلاد والعباد ، ليأتى ذلك كله خدمة للكيان الصهيونى.
اتضح اذن دور المال السياسى فى دعم الإرهاب وتوظيف الإعلام لخدمته ، وهو الفخ الذى قد تكون وسائل إعلام وقت فيه ، أو دخلت فيه بمحض الإرادة ، غير أن هناك وسائل إعلام عربية قومية مازالت تؤمن بالهدف العربى القومى ، وهى التى نعول عليها فى تغيير مجرى الأحداث ، وتبصير الرأى العام بأهداف الإرهاب بكل أشكاله وخطورته وضرورة مواجهته.
وقد تكون مناسبة جيدة لإعادة ترتيب أوراق إعلامنا العربى من خلال اجتماع وزراء الإعلام العرب المقرر له نهاية هذا الاسبوع "الخميس" ، والذى بدأت اجتماعات مكتبه التنفيذى "الثلاثاء" لوضع أجندة العمل وبنود النقاش ، وهنا أجدها فرصة مناسبة كى يناقش اجتماع وزراء الإعلام العرب ، سبل مواجهة التحديات والأخطار التى تواجهها الأمة العربية بأكملها ، مع ضرورة الاتفاق على ميثاق شرف إعلامى عربى ، ووجود هيئة رقابية لمتابعة الأداء الإعلامى ، وتقييمه وتقويمه فى ذات الوقت ، بما يضمن ايصال الرسالة الإعلامية للمتلقى العربى والأجنبى بالشكل الذى يبين مخاطر الإرهاب وغيره ، ودواعى اتباع أساليب مواجهته.
وقد سبق وأن وجهنا دعوة فى لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة ، وهى لجنة إعلامية غير حكومية ، ولاتنتمى لأى من المنظمات الحقوقية ، أو المجتمع المدنى ، وانما هى تجمع من إعلاميين مصريين وعرب يؤمنون بعروبتهم وضرورة استقرار أوطانهم ، طالبنا جميع وسائل الإعلام والنقابات والاتحادات والجمعيات المعنية بالصحافة والإعلام فى منطقتنا العربية بضرورة التوافق على تبنى سياسة إعلامية ، لكشف وفضح ممارسات الإرهاب بحق الشعوب العربية وفى مقدمتها الارهاب الاسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى ، غير ان الدعوة لاقت استجابة ضعيفة ، لأنها لم تخرج عن كيان مرتبط براس المال السياسى ، ولذلك فان صوته لم يكن عاليا كى يسمعه الجميع ، او يتم فرضه على جهات بعينها ، غير اننا على أمل ويقين بالاستجابة على المدى الطويل ، حتى يمكن أن نصنع إعلاما عربيا قويا على قدر التحديات التى تواجها دولنا ومنطقتنا العربية.
ونأمل ان يخرج اجتماع وزراء الإعلام العرب بآليات ، تخدم ذلك النوع المنشود من الإعلام المتحرر من تبعية رأس المال السياسى ، وخدمة الأهداف الاستعمارية الجديدة فى المنطقة.
eladl254@yahoo.com
تموج منطقتنا العربية بأحداث جسام ، خلفت الكثير من التحديات التى تتطلب مواجهة عربية تضامنية ، لما بين دول المنطقة العربية من قواسم مشتركة فى أسباب ظهور تلك التحديات وضرورة مواجهتها لدرء أخطار لاتتوقف آثارها عند دولة دون أخرى وانما هى آثار خطيرة عابرة الحدود.
وعندى أن الإعلام العربى لعب دورا ، ومازال يلعبه ، فى استمرار تلك الأحداث وفرض تبعاتها على المنطقة ، حتى وصلت الى حدود الخطر الذى يستوجب مجابهته، ومن ثم فان عليه أن يعمل على يساعد فى صرف تلك المصائب التى حلت بالأمة العربية ، كما كان سببا فى زرعها.
ولعل خطر الإرهاب يأتى فى مقدمة تلك التحديات ، وهو مفهوم شامل وأوسع من تلك التحركات التى تتبناها جماعات وتنظيمات إرهابية فى الدول التى ظهر فينا مايسمى بالربيع العربى ، وانما يمتد للارهاب الأكبر فى المنطقة والذى تم زرعه فيها منذ مايقرب من سبعة عقود من الزمان وهو الارهاب الاسرائيلى ، الذى تمارسه سلطات الاحتلال بدعم أمريكى بحق الشعب الفلسطينى ، وهو الإرهاب الأخطر الذى تفرعت منه الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى دول الربيع العربى ، وهى الجماعات والتنظيمات التى تستند فى تمويلها الى الممول الأكبر للإرهاب فى العالم وهو أمريكا التى تسعى لأهداف استعمارية سياسية فى المنطقة ، من خلال تفتيت الدول وتقسيم الشرق الأوسط كما أوصت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس فى عام 2005.
ولجأت أمريكا لتنفيذ مخططها الى المال السياسى ، الذى وظفت به منظمات تدعى أنها مدافعة عن حقوق الإنسان ، وحركات وجماعات سياسية تدعى أنها تطالب بالتحول الديمقراطى ، وساند هذه وتلك آلة دعاية إعلامية كبيرة وواسعة الانتشار كى تخدم الهدف السياسى الاستعمارى الأكبر ، وهو زرع اسرائيل فى المنطقة وتثبيت أقدامها فى الأرض العربية ، وتقسيم الدول العربية بما يوفر للكيان الصهيونى بؤر لدعمها عن قرب.
فظهرت آلة الدعاية الصهيونية مدعومة برأس المال السياسى ، كى تدافع عن الارهاب الاسرائيلى وتظهر ممارساته الوحشية فى حق الشعب الفلسطينى والعربى ، على أنها دفاع عن النفس ، وهو نفس المنطق الذى تبرر به جماعات الإرهاب الجديدة التى تفرغت عن الإرهاب الأكبر ، وتستند فيه الى الممول الأكبر للإرهاب ، والتى تقول بأنها تدافع عن الشرعية السياسية، لتمارس إرهابا بحق البلاد والعباد ، ليأتى ذلك كله خدمة للكيان الصهيونى.
اتضح اذن دور المال السياسى فى دعم الإرهاب وتوظيف الإعلام لخدمته ، وهو الفخ الذى قد تكون وسائل إعلام وقت فيه ، أو دخلت فيه بمحض الإرادة ، غير أن هناك وسائل إعلام عربية قومية مازالت تؤمن بالهدف العربى القومى ، وهى التى نعول عليها فى تغيير مجرى الأحداث ، وتبصير الرأى العام بأهداف الإرهاب بكل أشكاله وخطورته وضرورة مواجهته.
وقد تكون مناسبة جيدة لإعادة ترتيب أوراق إعلامنا العربى من خلال اجتماع وزراء الإعلام العرب المقرر له نهاية هذا الاسبوع "الخميس" ، والذى بدأت اجتماعات مكتبه التنفيذى "الثلاثاء" لوضع أجندة العمل وبنود النقاش ، وهنا أجدها فرصة مناسبة كى يناقش اجتماع وزراء الإعلام العرب ، سبل مواجهة التحديات والأخطار التى تواجهها الأمة العربية بأكملها ، مع ضرورة الاتفاق على ميثاق شرف إعلامى عربى ، ووجود هيئة رقابية لمتابعة الأداء الإعلامى ، وتقييمه وتقويمه فى ذات الوقت ، بما يضمن ايصال الرسالة الإعلامية للمتلقى العربى والأجنبى بالشكل الذى يبين مخاطر الإرهاب وغيره ، ودواعى اتباع أساليب مواجهته.
وقد سبق وأن وجهنا دعوة فى لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة ، وهى لجنة إعلامية غير حكومية ، ولاتنتمى لأى من المنظمات الحقوقية ، أو المجتمع المدنى ، وانما هى تجمع من إعلاميين مصريين وعرب يؤمنون بعروبتهم وضرورة استقرار أوطانهم ، طالبنا جميع وسائل الإعلام والنقابات والاتحادات والجمعيات المعنية بالصحافة والإعلام فى منطقتنا العربية بضرورة التوافق على تبنى سياسة إعلامية ، لكشف وفضح ممارسات الإرهاب بحق الشعوب العربية وفى مقدمتها الارهاب الاسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى ، غير ان الدعوة لاقت استجابة ضعيفة ، لأنها لم تخرج عن كيان مرتبط براس المال السياسى ، ولذلك فان صوته لم يكن عاليا كى يسمعه الجميع ، او يتم فرضه على جهات بعينها ، غير اننا على أمل ويقين بالاستجابة على المدى الطويل ، حتى يمكن أن نصنع إعلاما عربيا قويا على قدر التحديات التى تواجها دولنا ومنطقتنا العربية.
ونأمل ان يخرج اجتماع وزراء الإعلام العرب بآليات ، تخدم ذلك النوع المنشود من الإعلام المتحرر من تبعية رأس المال السياسى ، وخدمة الأهداف الاستعمارية الجديدة فى المنطقة.
0 هل عجبك الموضوع ..اكتب رأيك:
إرسال تعليق
مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate