3 ملايين حاج على صعيد عرفات اليوم

قضى ضيوف الرحمن يوم التروية في مشعر مِنى أمس في مشهد غلبت عليه السلاسة واليسر بفضل الإجراءات المحكمة وإعلان السلطات نجاح خطط نقل زوار البيت العتيق إلى المشاعر المقدسة، ولم يعكر الحريق الذي نشب في خيم حجاج الداخل صفوه، حيث طمأن مكتب شؤون حجاج دولة الإمارات على سلامتهم وتمتّعهم بصحة جيّدة، فيما يصعد قرابة 3 ملايين حاج مع بزوغ شمس اليوم الجمعة إلى صعيد عرفات الطاهر في «ركن الحج الأعظم».
وقضى حجاج بيت الله الحرام يوم التروية في مشعر مِنى أمس بسهولة ويسر وسلاسة بفضل ما وفّرت حكومة خادم الحرمين الشريفين من إمكانات لراحة ضيوف الرحمن، وسط تضافر كافة الجهود لإنجاح حركة تنقّل قوافل الإيمان، لاسيّما في ظل كفاءة تشغيل «قطار المشاعر» بكامل طاقته الاستيعابية ضمن منظومة النقل بنقله ما يقارب نصف مليون حاج. واكتمل عقد الحجاج إلى مِنى في وقت متأخّر مساء أمس لقضاء ليلة التروية والاستعداد لصعود عرفات، فيما فضّلت أعداد كبيرة لاسيّما حجاج الداخل وأهالي مكّة المكرمة الصعود مباشرة إلى عرفات للوقوف فيها.
ومع بزوع شمس اليوم الجمعة، يصعد الحجاج إلى صعيد عرفات في «ركن الحج الأعظم» ملبين مكبرين اقتداء بسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم، لينفروا بعد الغروب إلى مزدلفة لجمع الجمرات وأداء صلاتي المغرب والعشاء قصراً وجمعاً والمبيت فيها، ثم التوجّه إلى منى غداً في أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وفيما اندلع حريق في الساعات الأولى من الصباح في أحد المخيّمات المخصّصة لحجاج الداخل في المشاعر المقدسة «مشعر عرفات»، أكد محمد عبيد المزروعي رئيس مكتب شؤون حجاج الدولة في الأراضي المقدسة أن الحريق كان بعيداً تماماً عن مخيمات حجاج الامارات.
وطمأن المزروعي في تصريح الجميع في دولة الإمارات بأن حجاج الدولة بخير ومخيمات الإمارات سليمة تماماً ومستعدة لاستقبال الحجيج.
وأوضح أن الحريق كان محدوداً جداً وتمت السيطرة عليه في زمن قياسي من قبل أجهزة الدفاع المدني السعودي قبل أن ينتشر في أماكن أخرى من المخيمات، لافتاً إلى أن سبب اندلاع الحريق يرجع إلى ماس كهربائي يرجح أن يكون خطأً فنياً من قبل العمال الذين يقومون بتجهيز المخيم. ونوه إلى أن مخيمات مشعر عرفات خالية تماماً الآن من أي حجاج حيث يتواجد الحجاج في مِنى، الذي يبعد كثيراً عن مشعر عرفات الذي يعد أبعد نقطة في مكة المكرمة وخارج حدود الحرم.
وقال المزروعي إنّ كل حجاج الإمارات بدأوا في أداء مناسكهم ويبلغ عددهم 4982 ينتمون إلى 125 حملة من حملات الحج في الدولة تمّ دمجهم في 27 حملة رئيسية.
وأضاف أنّه تمّ تزويد المخيمات بجميع المتطلّبات والتجهيزات التي توفّر الراحة لحجاج الدولة انطلاقا من توجيهات القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واخوانهما اصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلّحة.
ولفت إلى أنّه سيتم تفويج حجاج الدولة إلى عرفات اعتبارا من الساعة السادسة بعد صلاة فجر الجمعة حتى التاسعة صباحاً عن طريق قطار المشاعر، مبيّناً أنّ جميع اللجان التابعة لمكتب شؤون حجاج الدولة سيكونون في استقبال الحجيج في مِنى وعرفات حيث سيقضون يومهم في عرفات للوقوف. وبعد انتهاء يوم عرفة، سيتم تفويجهم بعد صلاة المغرب مباشرة للنفرة الى مزدلفة.
وأوضح أنّه يتوفر في كافة المخيمات وسائل الأمن والأمان إلى جانب تقديم الوجبات في عرفات، حيث تم تخصيص قطعة أرض لحجاج الدولة في مزدلفة سيتم تجهيزها لاستقبالهم بعد النفرة مباشرة وهي مؤمنة ويوجد فيها أماكن للنوم الى جانب دورات مياه. كما سيتم تقديم وجبة طعام لضيوف الرحمن، منوّهاً إلى قرب مخيّمي مِنى وعرفات من قطار المشاعر، ولافتاً إلى أنه تمّ توزيع الأساور الخاصة بقطار المشاعر على الحملات التي ستقوم بدورها بتوزيعها على حجاج الدولة.
في السياق، قال المزروعي إنّ المكتب سيبدأ اليوم الجمعة توزيع 250 ألف وجبة على روح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث يستهل توزيعها في جبل الرحمة بصعيد عرفات، وسيتركز توزيع هذه الوجبات بشكل أكبر في مِنى وعرفات ومزدلفة وأيام التشريق على كل الحجاج من كل دول العالم.
بدوره، أبان رئيس شعبة تدقيق العقود في مكتب شؤون حجاج الدولة سالم محمد المهري أنّه سيتم توزيع الوجبات البالغ عددها 250 ألفاً بواقع ست شاحنات 14 قدما تتسع كل شاحنة إلى 25 ألفاً و200 وجبة في جبل الرحمة وأربع شاحنات 13 قدما تتسع الواحدة إلى 23 ألفاً و500 وجبة تتوزع بواقع شاحنتين في مزدلفة وشاحنة على خط المشاة بين مزدلفة وعرفة وشاحنة أخرى على خط المشاة بين منى والجمرات.
ولفت إلى أن الوجبات التي كانت توزع على روح الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في الأعوام الماضية بلغت حوالي 150 ألفاً وارتفعت هذا العام بتوجيهات من القيادة الرشيدة، حيث سيتم توزيع الوجبات على فترتين الاولى من السابعة صباحاً والثانية من الساعة التاسعة صباحاً.
وبالتوازي، رفع وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز برقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعلن خلالها اكتمال دخول حجاج بيت الله الحرام القادمين من الخارج.
وأوضح وزير الداخلية السعودي بأن عدد القادمين من الخارج بلغ 1.389.053 من بينهم 757.981 ذكور، مشيراً إلى أن العدد زاد عن العام الماضي بنسبة قدرها 0.6 في المئة. وقال إن 59204 حاجاً أتوا براً و13999 بحراً من 163 جنسية.
من جهته، أعلن اللواء الناطق الأمني باسم وزارة الداخلية منصور التركي نجاح خطة نقل الحجاج إلى المشاعر المقدّسة، مشيراً إلى أنّ «أكثر من 85 في المئة من ضيوف الرحمن تمكّنوا من الوصول إلى المشاعر المقدسة حتى العصر، مع وصول كل حجاج التروية إلى مِنى». ولفت التركي إلى أنّ «رجال المرور سيطروا على الحركة ونظموها بشكل مثالي لتسهيل وتيسير انتقال الحجاج إلى المشاعر».
كذلك، تتوجّه أنظار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها اليوم الجمعة إلى بيت الله الحرام في مكّة المكرّمة لمتابعة مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرّفة التي تبدأ بعد صلاة الفجر على يد 86 شخصاً من العمالة والفنيين والصناع السعوديين، عملاً بما جرت العادة سنوياً، إذ تستبدل كسوة الكعبة بأخرى جديدة تبلغ تكلفتها 22 مليون ريال تتكفّل بها الحكومة السعودية بحضور عدد من منسوبي رئاسة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومن مصنع الكسوة الكعبة المشرّفة.
أصدرت اللجان الإدارية الموسمية للمديرية العامة للجوازات من بداية موسم الحج وحتى أول من أمس 148 قراراً إدارياً بحق مخالفي تعليمات الحج، وتضمّنت تلك القرارات غرامات مالية تجاوزت 6.6 ملايين ريال وإيقاف المخالفين لمدد متفاوتة.
وأوضح المركز الإعلامي للجوازات في الحج أنّ «اللجان الإدارية الموسمية أصدرت الأربعاء 51 قراراً كان من بينها سبعة قرارات عدم ثبوت للمخالفة و44 قراراً صدرت بحق 40 سعودياً وأربعة مقيمين لمخالفتهم تعليمات الحج». وأكّد المركز أنّ «لجان الجوازات الإدارية الموسمية ستواصل انعقادها طيلة أيام عيد الأضحى المبارك وحتى نهاية موسم الحج، وذلك لسرعة إصدار العقوبات بحق أي مخالف لتعليمات الحج».