آخر الأخبار
Loading...
الجمعة، 27 سبتمبر 2013

Info Post
استعرض الكاتب المصري الكبير، محمد حسنين هيكل، في حلقة جديدة من مقابلات الإعلامية لميس الحديدي معه، «مصر أين؟ وإلى أين؟» على قناة سي بي سي الفضائية، المشهد السياسي الحالي بمصر، وتحدث عن الأولويات التي يجب القيام بها في الوقت الراهن، حتى تستعيد مصر مكانتها بين الدول، مؤكدًا أن قوة أي دولة تقاس بمدى تأثيرها في العالم، «فالعالم لن يقدرنا أكثر مما نقدر أنفسنا؛ لذلك، لا بد وأن تبدو مصر دائما قادرة ومتماسكة».
وأوضح أن القوة الحقيقية الآن في يد القوات المسلحة المصرية، وأن القوة «السياسية» لم تظهر أو تطفو بالقوة نفسها بعد، وشدد على أهمية وجود نوع من المصارحة للشعب المصري حول الملفات كافة، كما كان يحدث في عهد الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، والذي كان يصارح الشعب بكل شيء، وغابت تلك المصارحة في أعقاب حرب 1973.
ولفت «الأستاذ» إلى الكارثة التي يعاني منها الشعب المصري، وهي غياب حقيقة ما يحدث في البلد عن المواطن، وقال «هناك نقص في المعلومات وغياب للحقائق، فغياب الحقيقة يجعلنا ننتحر بالحرية، فالمواطن المصري أصبح يردد كلاما متناقضا؛ نتيجة المعلومات الضئيلة التي تصل إليه»، وأبدى هيكل تخوفه من إمكانية أن تتحول مصر من حالة الحرية إلى الفوضى، ثم إلى «العدم». وقال إن الديمقراطية تعني أن يعرف الشعب من 80 إلى 90% من الحقيقة، فمعرفة الحقيقة تمنع تضليل الرأي العام، وتمنع حدوث البلبلة في المجتمع، وأفاد بأن أكثر ما يشغله ثبات المواطن المصري ورؤية الناس ومعرفتها بالحقائق.
وفي تقييمه أداء وسائل الإعلام المصرية، أبدى محمد حسنين هيكل انزعاجه من كثرة مواد «الرأي» التي سيطرت على المواد المنشورة في الصحف الرئيسية في مصر، وقال: «الخبر غاب عن الصحف والرأي طغى.. ولا يحدث ذلك مثلاً في الواشنطن بوست أو النيويورك تايمز». وأكد أنه يشعر بـ»القلق» وليس «التشاؤم»، ومدعاة قلقه أن مصر دولة مستهدفة ومخترقة بالوسائل كافة، وقال «لابد أن نلتفت إلى بناء المستقبل، وألا نركن إلى الحديث عن الماضي، وماذا فعل الإخوان المسلمون.
خصوصا وأنه، إلى الآن، لم نشرع في مهمة بناء مستقبل البلد، مع التأكيد على أن الإصلاح يحتاج بالطبع إلى وقت.. فعلينا أن ندرك وجود مراحل عاجلة وضرورية، ومراحل أخرى مؤجلة، وأول العاجل هو الاقتصاد، بالإضافة إلى العمل على ترميم علاقاتنا الخارجية، العربية أو الدولية، فهناك ضرورات لابد أن تتعدى كل أسبابنا في التحفظ على الآخر».
وشدد هيكل في حواره على أهمية ألا ينشد المصريون «الكمال»، ولكن طلب ما يستطيع سد الثغرات، خصوصا التي قد تؤدي إلى تدخل خارجي في شؤون مصر الداخلية، لذلك، لابد من الالتفات إلى سرعة إنجاز الدستور المصري، من دون التوقف عند نقاط يمكن تجاوزها، مشيرًا إلى أن الإصلاح الداخلي سيوقف الضغوط التي تمارس على مصر.
وتطرق هيكل للحديث عن وضع سيناء، ووصفها بأنها «رهينة حتى هذه اللحظة»، والتحاقها بالوطن يحتاج إلى تقوية، لافتا إلى أن الأوضاع في سيناء قلقة بطبيعتها، ومقصود أن تظل عازلا بين مصر وإسرائيل، مشيرا إلى أن الدولة اهتمت بالتنمية الساحلية في جنوب سيناء فقط، وتركت قلب سيناء فارغا، ما أدى إلى أن أصبحت مأوى للجهاديين.
وقال «محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين كانا يبحثان عن عنصر يشغل الجيش في سيناء، حتى لا تبقى رهينة فقط، ولكن تصبح مسدسا موجهاً إلى الوادي، والى الجيش الذي يقوم على حماية هذا الوادي». وأضاف «مصر تحتاج إلى خطة طوارئ، ورؤية بعيدة المدى، تعمل على مواجهة الاضطرابات التي تمر بها البلاد، مع الأخذ في الاعتبار سرعة الخروج من هذه المرحلة، لتغطية حالة الانكشاف، والتأكد من أننا نمتلك تغيير بعض القرارات في المستقبل».
وعن تدخل حركة المقاومة الإسلامية، حماس، في سيناء، ومسؤوليتها عن وجود الأنفاق والتفجيرات التي تحدث في سيناء، أشار هيكل إلى نقص المعلومات وغياب الحقائق في هذه القضية، مقصود به أن يتم نسيان القضية الفلسطينية، وتمنى ألا تغيب الحقائق الكبرى في أثناء انشغال المصريين بتفاصيل طارئة «ففلسطين قضية هامة وضرورية ولا تحتمل الجدل».
وأوضح أن ذكرى حرب أكتوبر تبعث لديه الشعور بالفخر والقلق في الوقت نفسه، وقال «إن أكتوبر لم يكن نصرا سحيقا، ولكن، استطعنا من خلالها تحقيق هدف استراتيجي هام، حيث كسر نظرية الأمن الاسرائيلي، وتحقق إدراك إسرائيل بأنها لن تستطيع إملاء شروطها على مصر وعلى الوطن العربي». وأضاف «بعد اتفاقية السلام، قبلت مصر ترتيبات تجعل تأمين سيناء شبه مستحيل، كما أن تواجد القوات الدولية وتقسيم سيناء لمناطق من عناصر إضعافها».
وعن الجدل الدائر بشأن إمكانية عودة جماعة الإخوان المسلمين إلى العمل السري، قال هيكل: لا يوجد في مصر حزب لديه صلات دولية سوى الإخوان، خصوصا وأن صلتهم بالعمل السري أكثر من اتصالهم بالسياسة العلنية. ما يقلقنا هو الاتصالات الخفية للإخوان والتي لا نعلم عنها شيئاً، والإخوان اتصلوا مبكرا بأمريكا وانجلترا. وأضاف «سمحنا، ولزمن طويل، بأن يحتكر الإخوان الحديث باسم الإسلام، وهو أخطر مما يمكن، وهم يظهرون أنهم ضحايا فى سبيل الإسلام، إن الدين لا يمثله حزب سياسي، وتبقى له مؤسسته القادرة على مخاطبة الناس، والحائزة على ثقتهم».
وأكد «الأستاذ» أن القوى والأحزاب السياسية في مصر بحاجة ماسة لإعادة دراسة العصر مُجددًا، وخصوصا أن مصر تفتقد إلى التيار الجامع للمجتمع، موضحًا، في سياق متصل، أن تنظيم الإخوان فشل في حكم مصر؛ بسبب رغبته في السيطرة على كل شيء. ورأى أن جماعة الإخوان المسلمين استولت على ثورة 25 يناير 2011، وتسببت في كوارث خارجية، وعملت على تعزيز تواجدها داخل المجتمع على مدى 40 عاماً، وخلطت الدين بالسياسة في غفلة من الجميع. وأشار إلى أهمية ألا يتم إقصاء التيار الإسلامي، ولابد أن يكون له مجال للتعبير عن نفسه؛ لكونه حقيقة على أرض الواقع.
وتطرق هيكل إلى محاكمة الرئيس المخلوع، حسني مبارك، وشدد على أنه كان من الأهمية القصوى أن تتم محاكمته «سياسيًا»، على فعله من فك مفاصل الدولة، وليس «جنائيًا»، خصوصاً أن تلك النوعية من التهم الجنائية من الصعب إثباتها. ودان هيكل المجلس العسكري السابق، والذي أدار مصر في المرحلة الانتقالية التي أعقبت تنحي مبارك، في تعامله مع قضية «المنظمات الحقوقية»، وانتقد كذلك اعتقال أعضاء بمنظمات المجتمع المدني آنذاك.
وتطرق هيكل في أثناء الحوار إلى أزمة سد النهضة الإثيوبية، وأفاد بأن ما فعله الرئيس المعزول، محمد مرسي، في هذا الملف، والاجتماع السري الذي أذيع على الهواء، أضر بعلاقات مصر الإفريقية، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن مصر مارست عملية هدم لتاريخها، وساهم «الإخوان» في ذلك أيضًا، وشدد على أهمية ترميم العلاقات مع روسيا والصين وأوروبا، بدلاً من التحرك في ركب الولايات المتحدة.

0 هل عجبك الموضوع ..اكتب رأيك:

إرسال تعليق

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

 
جميع الحقوق محفوظة لــ انفراد