بقلم
دكتور محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية الريفية بجامعة الإسكندرية
من الذي يحمي مصر الآن بعد الله سبحانه وتعالى؟
1. رد الفعل القوي الذي يساوي الفعل القوي المساوي له والمضاد له في الاتجاه. الفعل القوي هو هجمة الحكم الإخواني وبولدوزر الإخوان الذي يحاول هدم الوطن المصري، أما رد الفعل القوي فهو ائتلافٌ مكونٌ من الشعب الواعي، والثوار الأبطال، وجبهة الإنقاذ وفي مركزها البرادعي وصباحي.
2. الإعلام المصري الحر، وشكرا لأبطاله الصناديد الذين يكرههم الإخوان وأحباؤهم والغافلون الآخرون من الشعب.
3. الفنانون الوطنيون والأدباء المبدعون والكتاب الأشراف والمثقفون بحق.
4. الأزهر الشريف ورجاله علماء الدين الحق، أصحاب الصراط المستقيم.
5. قلة من شباب الإخوان والسلفيين الذين يستنيرون بفعل إعمال العقل وثورة المعرفة.
6. الجيش المصري الباسل، حامي هذا الوطن الحبيب بالإضافة إلى ضباط الشرطة ورجالها الذين يتألمون وتعتصر قلوبهم أسى وحسرة على المأزق الذي يحيط بهم ويضيقون هم به ذرعا.
وأخص هذا المقال بالحديث عن البرادعي وصباحي، هذين المجاهدين اللذين كثيرا ما نسمع من أعقل العقلاء قولهم أنهما قد حُرِقا، حتى بعض شباب الثورة أمثال مصطفى النجار قد فقد الأمل في جيلهما ولا ينتظر إلا النخبة الشابة من جيله، وعلى رأي المثل الشعبي "موت يا حمار عما يجيلك العليق". لماذا حُرِق هذان المجاهدان يا أصحاب الفكر المستنير؟ لا يستطيع أحد الإجابة إلا بالقول أنهما يريدان السلطة أو الكرسي، أو أن أحدهما (البرادعي) ترك الميدان وانسحب من الرئاسة، أو أنه لا يقيم أو يستمر في مصر، أو أنه لا ينزل إلى الشارع، والآخر (صباحي) أخطأ عندما لم يتحد مع أبو الفتوح، وكانا قد أنقذانا من الورطة الإخوانية التي نحن فيها الآن، ثم أنه والعياذ بالله كما يدعون ناصريا قوميا كما لو كان ذلك وصمة عار وليس إلا مجرد وجهة نظر مرنة غير دوغماتية أو أيديولوجية.
نقول لهم من هو الزعيم الذي ترونه الآن جديرا بالقيادة الوطنية؟ تجدهم لا يرون أحدا، ويقولون الجميع أخطأ، وكأنهم يوحون لنا بأنه لا حل إلا عودة الجيش ناسين أن 70% من مسئولية توريطنا فيما نحن فيه الآن كان بسبب المجلس العسكري. وبقدر عدم إيماني إطلاقا بدور الجيش في الحكم إلا أنني لو خيرت بين الأمرين، الجيش والإخوان، لاخترت طبعا الجيش، فبالرغم من العقلية العسكرية المعتمدة على السلطة والسمع والطاعة أيضا إلا أن الجيش وطني على الأقل ولن يبيع مصر لعدو أو حبيب، ويعرف أيضا معنى الإستراتيجية والتخطيط الوطني، وليس الإستراتيجية والتخطيط العشوائي الإخواني الذي سيدمر الجماعة نفسها إن عاجلا أو آجلا.
في كلمات موجزة، البرادعي وصباحي حتى وإن كانا يريدان الكرسي فلا عيب في ذلك. والمهم هو ما سوف يفعلانه عند اعتلاء الكرسي. هذا وأنا على يقين أن دافعهما في ذلك، إن صح، فهو فعلا خدمة الوطن والشعب الفقير الصابر وبناء مصر الحديثة. البرادعي ثروة قيادية تحمل الإخلاص والوطنية وحب الشعب المصري وخاصة فقرائه، ثم تحمل رؤية لطبيعة وبنيان الدولة الحديثة واحتكاك فعلي عملي من خلال خبرته العالمية، ثم تتسم بمهارة إدارية فائقة ورأس مال اجتماعي واقتصادي وسياسي دولي هائل بسبب خبرته وأدائه المتميز في إحدى كبريات الهيئات العالمية الخطيرة. وأخيرا هو رجل متواضع لا يتنازل عن القيم الأخلاقية ولديه مناعة قوية ضد الاستبداد والدكتاتورية.
أما صباحي، فهو الوحيد الآن في الساحة السياسية في تقديري الخاص الذي يتسم بالزعامة غير الدكتاتورية التي تروق للشعب المصري الذي دائما ما ينتظر ظهور مثل هذا الزعيم علما بأن عصر الزعماء الأفراد قد انتهى في العالم المعاصر. صباحي هو صاحب رؤية تنموية تجلت في برنامجه الانتخابي، هي القادرة فعلا على بناء مصر الحديثة، وهذه شهادة أمام الله من متخصص في مجال التنمية. صباحي على وعي تام بهذا البرنامج شأنه شأن المتخصصين الذين اعتمد عليهم في تكوين هذا البرنامج التنموي. صباحي يجمع بين مهارة السياسي وقدرات رجل الدولة الذي يتمسك بالأخلاقيات دون تعصب، ويتعامل مع الأحباب والأعداء دون محسوبية ودون خيانة أو تبعية.
وفي النهاية، هذا المقال ليس دعاية، فنحن لسنا بصدد دعاية انتخابية رئاسية، وإنما هو دعوة للظالمين لهذين المجاهدين أن يراجعا عقلهم ويعقلوا ألسنتهم وأن يدركوا تماما أن الرجوع إلى الحق فضيلة، وأن تغيير المواقف ليس ضعفا أو عارا أو احتقارا للذات. ثم كيف ترون أيها الظالمون لهذين المجاهدين رد الفعل الإخواني لمن وقف معهما وساعدهما في وقت محنتهم واضطهادهم، أليس هما البرادعي وصباحي؟ ولاحظ أيها القارئ الحبيب رد فعل الإخوان لصباحي المرعب لهم والذي تمثل في حشد كفر الشيخ بصفة خاصة بأكبر نصيب من أخونة مفاصل هذه المحافظة بين جميع المحافظات المصرية. وأخيرا، فبجانب تلك الدعوة فالمقال دعوة أخرى للبرادعي وصباحي أنفسهما ألا يستمعا لهؤلاء المرجفين وألا يتخليا عن مصر وشعبها، فأنتما والله من خيرة ما أنجبته أمنا المحروسة حرسها وحرسكما الله سبحانه وتعالى.
دكتور محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية الريفية بجامعة الإسكندرية
من الذي يحمي مصر الآن بعد الله سبحانه وتعالى؟
1. رد الفعل القوي الذي يساوي الفعل القوي المساوي له والمضاد له في الاتجاه. الفعل القوي هو هجمة الحكم الإخواني وبولدوزر الإخوان الذي يحاول هدم الوطن المصري، أما رد الفعل القوي فهو ائتلافٌ مكونٌ من الشعب الواعي، والثوار الأبطال، وجبهة الإنقاذ وفي مركزها البرادعي وصباحي.
2. الإعلام المصري الحر، وشكرا لأبطاله الصناديد الذين يكرههم الإخوان وأحباؤهم والغافلون الآخرون من الشعب.
3. الفنانون الوطنيون والأدباء المبدعون والكتاب الأشراف والمثقفون بحق.
4. الأزهر الشريف ورجاله علماء الدين الحق، أصحاب الصراط المستقيم.
5. قلة من شباب الإخوان والسلفيين الذين يستنيرون بفعل إعمال العقل وثورة المعرفة.
6. الجيش المصري الباسل، حامي هذا الوطن الحبيب بالإضافة إلى ضباط الشرطة ورجالها الذين يتألمون وتعتصر قلوبهم أسى وحسرة على المأزق الذي يحيط بهم ويضيقون هم به ذرعا.
وأخص هذا المقال بالحديث عن البرادعي وصباحي، هذين المجاهدين اللذين كثيرا ما نسمع من أعقل العقلاء قولهم أنهما قد حُرِقا، حتى بعض شباب الثورة أمثال مصطفى النجار قد فقد الأمل في جيلهما ولا ينتظر إلا النخبة الشابة من جيله، وعلى رأي المثل الشعبي "موت يا حمار عما يجيلك العليق". لماذا حُرِق هذان المجاهدان يا أصحاب الفكر المستنير؟ لا يستطيع أحد الإجابة إلا بالقول أنهما يريدان السلطة أو الكرسي، أو أن أحدهما (البرادعي) ترك الميدان وانسحب من الرئاسة، أو أنه لا يقيم أو يستمر في مصر، أو أنه لا ينزل إلى الشارع، والآخر (صباحي) أخطأ عندما لم يتحد مع أبو الفتوح، وكانا قد أنقذانا من الورطة الإخوانية التي نحن فيها الآن، ثم أنه والعياذ بالله كما يدعون ناصريا قوميا كما لو كان ذلك وصمة عار وليس إلا مجرد وجهة نظر مرنة غير دوغماتية أو أيديولوجية.
نقول لهم من هو الزعيم الذي ترونه الآن جديرا بالقيادة الوطنية؟ تجدهم لا يرون أحدا، ويقولون الجميع أخطأ، وكأنهم يوحون لنا بأنه لا حل إلا عودة الجيش ناسين أن 70% من مسئولية توريطنا فيما نحن فيه الآن كان بسبب المجلس العسكري. وبقدر عدم إيماني إطلاقا بدور الجيش في الحكم إلا أنني لو خيرت بين الأمرين، الجيش والإخوان، لاخترت طبعا الجيش، فبالرغم من العقلية العسكرية المعتمدة على السلطة والسمع والطاعة أيضا إلا أن الجيش وطني على الأقل ولن يبيع مصر لعدو أو حبيب، ويعرف أيضا معنى الإستراتيجية والتخطيط الوطني، وليس الإستراتيجية والتخطيط العشوائي الإخواني الذي سيدمر الجماعة نفسها إن عاجلا أو آجلا.
في كلمات موجزة، البرادعي وصباحي حتى وإن كانا يريدان الكرسي فلا عيب في ذلك. والمهم هو ما سوف يفعلانه عند اعتلاء الكرسي. هذا وأنا على يقين أن دافعهما في ذلك، إن صح، فهو فعلا خدمة الوطن والشعب الفقير الصابر وبناء مصر الحديثة. البرادعي ثروة قيادية تحمل الإخلاص والوطنية وحب الشعب المصري وخاصة فقرائه، ثم تحمل رؤية لطبيعة وبنيان الدولة الحديثة واحتكاك فعلي عملي من خلال خبرته العالمية، ثم تتسم بمهارة إدارية فائقة ورأس مال اجتماعي واقتصادي وسياسي دولي هائل بسبب خبرته وأدائه المتميز في إحدى كبريات الهيئات العالمية الخطيرة. وأخيرا هو رجل متواضع لا يتنازل عن القيم الأخلاقية ولديه مناعة قوية ضد الاستبداد والدكتاتورية.
أما صباحي، فهو الوحيد الآن في الساحة السياسية في تقديري الخاص الذي يتسم بالزعامة غير الدكتاتورية التي تروق للشعب المصري الذي دائما ما ينتظر ظهور مثل هذا الزعيم علما بأن عصر الزعماء الأفراد قد انتهى في العالم المعاصر. صباحي هو صاحب رؤية تنموية تجلت في برنامجه الانتخابي، هي القادرة فعلا على بناء مصر الحديثة، وهذه شهادة أمام الله من متخصص في مجال التنمية. صباحي على وعي تام بهذا البرنامج شأنه شأن المتخصصين الذين اعتمد عليهم في تكوين هذا البرنامج التنموي. صباحي يجمع بين مهارة السياسي وقدرات رجل الدولة الذي يتمسك بالأخلاقيات دون تعصب، ويتعامل مع الأحباب والأعداء دون محسوبية ودون خيانة أو تبعية.
وفي النهاية، هذا المقال ليس دعاية، فنحن لسنا بصدد دعاية انتخابية رئاسية، وإنما هو دعوة للظالمين لهذين المجاهدين أن يراجعا عقلهم ويعقلوا ألسنتهم وأن يدركوا تماما أن الرجوع إلى الحق فضيلة، وأن تغيير المواقف ليس ضعفا أو عارا أو احتقارا للذات. ثم كيف ترون أيها الظالمون لهذين المجاهدين رد الفعل الإخواني لمن وقف معهما وساعدهما في وقت محنتهم واضطهادهم، أليس هما البرادعي وصباحي؟ ولاحظ أيها القارئ الحبيب رد فعل الإخوان لصباحي المرعب لهم والذي تمثل في حشد كفر الشيخ بصفة خاصة بأكبر نصيب من أخونة مفاصل هذه المحافظة بين جميع المحافظات المصرية. وأخيرا، فبجانب تلك الدعوة فالمقال دعوة أخرى للبرادعي وصباحي أنفسهما ألا يستمعا لهؤلاء المرجفين وألا يتخليا عن مصر وشعبها، فأنتما والله من خيرة ما أنجبته أمنا المحروسة حرسها وحرسكما الله سبحانه وتعالى.
ياخيبتك
ردحذف