بقلم / د.يحيى القزاز
هل يستطيع مجلس الشعب توجيه اتهام للإنكشارية الحاكمة باغتيال د. أبوالفتوح ود.حسن البرنس أم أنهما أقل مما يعتقده المجلس إهانة المشير لفظيا؟ وهل جرح اللفظ اشد سوءا من محاولة القتل؟ أعتقد أن المجلس فى امتحان عسير، ليثبت عما إذا كان مجلس الشعب أم مجلس المشير. الانفلات الأمنى مرده إلى سوء النية وسوء الضمير فى التعامل مع الشعب المصرى، والمسئول عنه السلطة الحاكمة.. عندما تعود الإنكشارية لحكم مصر فلا أمن ولا أمان بل اختطاف واغتيالات وقتل وسرقة ونهب، والبقاء للأقوى.
بعد خلع مبارك مباشرة، عندما تخلت قيادة جماعة البنا عن ميدان التحرير، وحرمته على دراويشها مسلوبى الإرادة إلا من السمع والطاعة، خرجت من الميدان تعيد ترتيب أوراقها، وذهبت ترتب مع مجلس الإنكشارية الحاكم وضعها الجديد فى تقاسم سلطة وطن فى طور النقاهة لم يتعاف بعد. وهى مشغولة بالغنائم كما فعل مسلمو أحد، ظنت أنها بمأمن عن القتل وغدر الإنكشارية بها، وتركت شباب الثورة يقتلون غدرا فى الشوارع والميادين. ونسيت أنه لا أمان لمن خان الوطن، ولم يف بوعده لشعب أعزل ائتمنه على مصيره فى حماية ثورته وتحقيق مطالبها مشاركة معه.
واليوم تفاجئنا حملة الاغتيالات لدعائم الجماعة، وإن بدت شواهدها بلطجة سياسية لم ترق لحد القتل، تجلت فى الترويع والضرب المبرح وسرقة الممتلكات. الرسالة واضحة، فهى إما أولا: تحذيرية هدفها الانكماش لتخويف أكبر قوة منظمة فى الشارع المصرى حازت على مايقارب من 50% من الشارع المصرى فى انتخابات برلمانية نزيهة، مستغلة ظرف السيولة المجتمعية واختلاف الأراء فى إعادة بناء الدولة. والاختلافات السياسية تتميز بحدة القول ولاترقى إلى القتل والتصفية، أو ثانيا: إشاعة الترويع الهدف منه استدرار عطف الشارع المصرى لصالح الجماعة باعتباره شعب حى يتعاطف مع الضعيف فى محنته، ومحاولة إلتفاف الشعب حول الجماعة لتمرير ماتريده من مرشح ومصالح لصالح الإنكشارية. واستخدام الإنكشارية هو تعبير مهذب عن قلة من عسكر لايعرفون مصر ولاينتمون إليها.. يقتلون أبناءها، ويهتكون عرض بناتها، ويغدرون بشعبها ولايفون بماعاهدوا الله والشعب عليه.
ولدى يقين بأن الاستنتاج الأول هو المقصود: الترويع من اجل الانكماش وترك الساحة لفلول عفنة تحكم مصر مستقبلا بانتخاب نيئ الطبخ. ويدعم الاستنتاج الأول اختيار فارسين للترويع والاغتيال هما د. عبدالمنعم أبو الفتوح الرئيس المحتمل للجمهورية من خلال انتخابات حقيقية، ود. حسن البرنس استاذ الطب بجامعة الإسكندرية، وكلاهما ينتمى بمواقفه العملية لجماعة المسلمين المصرية كلها بأكثر مما ينتمى لجماعة البنا ذات الحدود الضيقة والرؤية الخاصة المحدودة التى تهتم بتنمية الجماعة على حساب الوطن، وحصد الثمار قبل نضجها.
قد يعلم الجميع مواقف "أبوالفتوح" المستنيرة الرائعة، ويعلم الخاصة مواقف "البرنس" وبالمناسبة هو اسم على مسمى فاسمه البرنس أى الأمير وهو أمير لكل من يعرفه أو تعامل معه. وشاءت الأقدار أن أشهد مواقف النبيل الأمير د. حسن البرنس فى نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة، مدافعا شرسا ومناضلا عتيدا من أجل جامعة حرة، كلماته واضحة محددة حادة كالسيف لايلتبس لها معنى، ولا تعرف الالتواء ولا التقية. عندما يخطب يختصر بحق ولايزايد، يجلجل صوته فيخشاه الخونة فى حكم مصر، وقبل أن يصل بيته فى الإسكندرية يختطفوه من الطريق، ويلقوه فى غياهب السجن.. ماكان يفعله ويقوله لم يصنعه غيره، وماكان غيره يقدر يغير استئذان، أما هو فضميره هو مؤذنه، وروحه على كفه يهبها رخيصة من أجل وطنه مصر. لو حوادث البلطجة السياسية وقعت لغير د. أبوالفتوح ود. البرنس لكانت هناك اجتهادات وتأويلات، واقسم بالله العظيم وأنا أنتمى إلى جماعة المسلمين الحقيقية ولا أنتمى لجماعتهما الضيقة، لو أننى كنت مع د. حسن البرنس لافتديته بروحى قبل أن يهجموا عليه، فهو مثال للرجل الحر والشجاع والذى لايخاف فى الحق لومة لائم، وبالتأكيد لو كنت مع د. ابو الفتوح ماتركته وحده يعانى، ولكنت بجواره كتف بكتف ننجو سويا او نموت سويا. كلاهما قيمة وقامة يجب المحافظة عليهما.. هما من ينتميان لمصر العريقة وللإسلام السمح وإن تخرجا من جماعة ضيقة المساحة محدودة الرؤية
الرسالة التى يجب وأن يعلمها البلطجية والانكشارية، مفادها: أننا نختلف مع الجماعة لكننا لن نسمح ولن نوافق لا على اغتيالهم ولا على ترويعهم. إنها جماعة من قلب مصر، نختلف معها ولانبغضها مهما اشتدت قسوة اللفظ ووحى القلم.. فتلك تعبيرات عن مواقف مرحلية وليست دائمة.
تحية وسلاما إلى النبيل الأمير د البرنس، ومثلها لرئيس مصر القادم د. أبوالفتوح ولو كره الحاقدون: الإنكشارية والمتواطئون. سلمتما لمصر من كل اذى ودومتما بكل خير.
0 هل عجبك الموضوع ..اكتب رأيك:
إرسال تعليق
مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate