آخر الأخبار
Loading...
الأحد، 4 نوفمبر 2012

Info Post


 النتيجة، تطبيق الوعد الخبيث لمبارك إما أنا أو الفوضى، ولم يجد هذا الطاغية طريقا للفوضى إلا التحالف عن طريق مجلسه العسكري (حاسبه الله) مع الإخوان المسلمين (فزاعة مبارك التقليدية) والتيار الإسلامي المقهور والخارج من السجون بالإضافة إلى بارونات العادلي ولصوص مبارك لتحقيق ذلك.

أ.د. محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

لم تقم الثورة ويخرج 18 مليون شاب وفتاة وشيخ وامرأة في ميادين مصر، وفي قلبها الحبيب ميدان التحرير، ليطالبوا بالفتح الإسلامي لمصر أو لتعليم شعبها الدين، ولكن كانت الكلمات الخالدة عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية. بصراحة كلمات أبلغ من كلمات الثورة الفرنسية الخالدة "الحرية والإخاء والمساواة".

والنتيجة استمرار نظام مبارك وربما على أسوأ بكثير نظرا لتحالف القهر الديني والقهر الأمني بما يُحكم السيطرة على عقول البسطاء والمتنطعين الدينيين. وبدأنا نرى الفلول الكبار يظهرون في الإعلام وبدأنا نلحظ ظهور فلسفة التصالح مع اللصوص المجرمين نظير الانتفاع بالنذر القليل من غنائمهم المنهوبة والتبرع بها لمشروع النهضة الوهمي، والحقيقة هو التحالف مرة أخرى مع هؤلاء اللصوص في ظل نظام الإخوان المباركي الجديد للاستفادة بما لهم من سطوة وسيطرة وقوة تقليدية في مفاصل الدولة وعلى تابعيهم من المتطفلين.
وكأنما "اللي على رأسه بطحه يحسس عليها" نجد أن كل هم وكلمات الرئيس مرسي والمتحدثين بلسان الإخوان هو القضاء على الفساد، بل وهدد الرئيس بأنه سوف يطلب من الشعب ثورة ثانية والخروج إلى ميدان التحرير لمحاربة الفساد (نكتة والله) وهي حجة خطيرة لتشريع أخونة الدولة وسيطرة الإخوان على القضاء والداخلية والجيش والحكم المحلي (المحافظين ورؤساء المدن والقرى والأحياء). الفساد حولك مباشرة سيادة الرئيس ولكن لا تراه للأسف الشديد، أو ربما ضرب الحبيب أحلى من أكل الزبيب....
هل رأينا أي معالم لتحقيق مطالب الثورة؟ المؤشرات "زيرو"، والكتاب "يبان من عنوانه". فعلى سبيل المثال، أتحدى أن يصدر الرئيس مرسي قرارا بتطبيق الضريبة التصاعدية مثلما هو الحال في الدول المحترمة وعلى الأقل مثل أمريكا وإسرائيل اللتين أصبحتا أخلص الأصدقاء وأوفى الأحباء. أمريكا التي تسيطر على العالم بالبترودولار وعصابة هيئة الاحتياطي الفدرالي التي تدفع العالم إلى حرب عالمية ثالثة ولو على حساب حق الحياة للأطفال والشباب والكبار، وإسرائيل التي لن تستريح حتى تسيطر على العالم العربي بل والعالم كله، وما أدراك ما إسرائيل.
مطالب الثورة لن تتحقق إلا بإرادة سياسية تبدأ من رئيس الجمهورية نفسه. الإرادة السياسية الحالية لا تريد ولا تستطيع تحقيق مطالب الثورة وأظهرت ذلك في ثلاث مقالات كلها بعنوان "هل يصلح الإخوان المسلمون لحكم مصر1، و2، و 3." وهناك مقال أخير هو ملخص للمقالات الثلاث، وأرجو أن يرجع إليه القارئ توفيرا لوقته وجهده، والمقال عنوانه:
"هل يصلح الإخوان المسلمون لحكم مصر، موجز الحلقات وإهداء لأبو تريكة."
وإلى أن يصل إلى سدة الحكم من يمتلك الإرادة السياسية لتحقيق مطالب الثورة ليس أمامنا إلا الضغط الشعبي السلمي التوعوي أولا، ثم إذا لم لم يؤدي ذلك إلى نتيجة، يأتي دور الإضرابات السلمية والعصيان المدني السلمي، وإذا لم يأتي ذلك بنتيجة بعد فلا مناص من قيام الشعب بثورة ثانية. 
ما الحل حاليا في هذه المرحلة؟ علما بأني أقسم لو قام الحكم الإخواني الحالي بتحقيق مطالب الثورة لأدعمنه ولأبادر فعلا في اقتراح ودراسة مشاريع وبرامج وسياسات التنمية مع حكومة الإخوان. ونظرا ليقيني باستحالة ذلك فلا حل إلا الآتي:
1.    رأس الأمر وسنامه هو: استمرار الإعلام الحر والمثقفين والكتاب والفنانين بكافة أنواعهم والشباب الواعد الواعي الراقي في الحضر والمضر والوبر والفلاحين المستنيرين والعمال المتنورين ومن قبل هؤلاء جميعا رجال الدين والدعاة المستنيرين وخاصة شبابهم أمثال الرائع الشيخ أسامة الأزهري والرائعين الآخرين معز مسعود ومصطفى حسني ومظهر شاهين في توعية الشعب بضرورة خلق إرادة سياسية وطنية في ظل التيار الوطني الشعبي وحزب الدستور والأحزاب الوطنية الأخرى لتحقيق مطالب الثورة والبعد عن الخطاب الديني السياسي المتطرف الذي يعجز عن التنمية الحقيقية بل ويؤدي إلى الفتن الطائفية والانشقاق الوطني داخل المسلمين أنفسهم قبل أن يكون بينهم وبين إخوانهم المسيحيين وغيرهم.
2.    عدم السماح بأي شكل كان بتمرير دستور لا يتوافق عليه الشعب كله بكافة أطيافه، ويؤكد على الوضع الحالي للقوات المسلحة وضرورة التأكيد فيه على وضع القوات المسلحة بحيث يكون مثل بقية دول العالم الديمقراطي خلافا لما أعلنه اللواء شاهين عن عدم تغيير وضع القوات المسلحة في الدستور الجديد، كما لا يمكن قبول مواد انتقالية تمنع من انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة فور الاستفتاء على الدستور وليس حتى نهاية مدة الرئاسة الحالية.
3.    أرى في حزب الدستور برئاسة القائد والزعيم المفتقد حقيقة البرادعي، وفي حمدين صباحي والتيار الشعبي الوطني الذي يؤسس له حاليا أملا كبيرا في أن يكون هذان الزعيمان قد استفادا من دروس المرحلة الانتقالية وأخطاء زعمائها وتفكك القوى الوطنية وأنانيتها والتي تسببت في فوز التيار الحاكم الحالي بما يمكنهما من تعبئة الإرادة الشعبية نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية وكرامة المواطن المصري، وإن شاء الله سنرى منهما ما يثلج صدر الشعب المصري بأكمله بإذن الله.
4.    وأخيرا، كلمة لمكتب إرشاد الجماعة الإخوانية: لن تنجح أمريكا ولا إسرائيل ولا رجعية تيار الإسلام السياسي وظلامية ثقافته الدينية والدنيوية ولا لصوص مبارك وبارونات العادلي وجنرالات المجلس العسكري السابق في أن تعوق حركة الثورة المصرية وانطلاق طاقة شبابها وفقرائها ونسائها في حصولهم على حق الحياة الكريمة التي شرعها الله سبحانه وتعالى للإنسان (ولقد كرمنا بني آدم). ويؤسفني أن أقول لفحول الإخوان المسلمين في مجالسهم الحاكمة خلف الستار "لا تدفعوا أنفسكم لمصير مبارك لأنكم فعلا لا تستحقونه، وأقول لهم أيضا 'قيسوا حب الله لكم بمقدار حبكم للفقراء ولمصر ولمقدار عملكم الفعلي من أجل تحقيق مطالبهم، وليس لهذه المنظمة التي تستحيون أن تعلنوا أحوالها وتقننوا أوضاعها، واقرؤوا أخيرا حول ثواب وعقاب الإمام العادل عسى أن تتقوا الله." والله أكبر، والإسلام أرحب، والدين لله، والوطن للجميع.

0 هل عجبك الموضوع ..اكتب رأيك:

إرسال تعليق

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

 
جميع الحقوق محفوظة لــ انفراد